وتمضي في سيرها غير آبهة بي وبمشاغلي ....
كم كنت أتمنى في بعض الأيام ....
أن أقيد عقارب الدقائق والثواني ... حتى أجبرها على الالتفاتة إلى والنظر في احتياجاتي ...
كم من مرة قلت لها : ارجوك امنحيني وقتا حتى أنجز أعمالي ....
أجدها احيانا متعاطفة مع الكثير من الأشخاص .... و أحس أن ساعاتهم تغدق عليهم بالمزيد من الأوقات للقيام بأعمالهم ...
وحينما أحتاجها ... تعتذر مني بكل صرامة ، وأجد نفسي وقد تراكمت علي مهامي ..
ولا أجد أمامي حلا سوى أن أؤجل بعضها إلى اليوم التالي ...
كم كنت أتمنى أن تتوقف الشمس عن جريها ... لكي أسبقها ...
وكلما تقدمت بي سني ...
تزداد ساعتي دقة في حركتها .... وحزما في التعامل معي ...
وتبدأ الأعمال في التزاحم للخروج من عنق الزجاجة التي لا تتسع إلا للقليل من حركة المرور ..
كم كنت أتمنى أن تتمدد ساعات يومي إلى أكثر من عددها الحالي ،
حتى أستطيع شطب عددا من قائمة الأعمال التي كتبتها أمامي ...
...
كم من مرة اشتد النقاش بيني وبين ساعتي ...
في لهجة حادة ، لتخبرني ألا أصرف جزءا من وقتي في اللامهم ... وأترك المهم ...
كم من مرة أقضي لحظاتي سعيدا ..
فتومئ لي عقارب الساعة أن الوقت قد انتهى ولديك ما يلزمك ان تتسلل من هذه اللحظات إلى إنجاز ما بقي لك من أعمال مهمة
كم من مرة أحس بحفيف عقاربها وهي تزحف لتعلن عن بداية أو نهاية .... لأمر ما ...
كم مرة جرني عقربها الأسرع ... وسحب بيدي لأبدأ موعدا ...
ثم ما لبث أن سمعت قرعه ليخبرني بأن الوقت قد انتهى و لا أحس به إلا وهو ماسكا طرف ثوبي !! مخبرا لي : أن لديك ما يلزمك
عمله دون تواني ...
أحس أن ساعة اليوم أسرع من ساعة الأمس ....
وساعة الغد أسرع من ساعة اليوم ....
وساعتي هي ساعتي لم تتغير !!
مالذي تغير ؟؟ نحن أم ماذا ؟؟
هل نعاني من ضيق في أوقاتنا ؟
بقلم / سمير البشيري
كلمات تمازجت مع فكري وراقت لي ،،