ذاااااات صباااااااح

إلى كل قلبٍ عانق نبضه إشراقة الصباح

أحلى الصباحات أتمناها لكن في ""ذاااات صبااااح "" لـ لأبث من قلبي إليك بطاقة .... نضجت على شوقٍ وحرقة بعد..... فيها (أحبك يا أخي !) متفرداً .... بأخوتي ومشاعري وبودي تفاءل !! فالصبح يأتي مشرقاً ...... من بعد ليل مظلم القسمات والله يرزقك فلا تك يائساً ...... لا تذهبن العمر في حسرات كن واثقاً ،كن مؤمناً ، كن آمناً ...... كن ليناً ،كن دائم البسمات كن كالشذى العطر المعطر غيره ...... كن شعلة الإيمان في الظلمات



وما المجد ؟؟
المجد أن تدرك غاية وجودك ، وأن تعمل من أجل تحقيق هذه الغاية .
المجد ان تصبر على وعثاء السفر وتتحمل مكاره الطريق ، وتخطو في ثقة غير مبال على أي جنب كان في الله مصرعك .
المجد أن تعرف الله ، وأن تُعرّفه للناس ...
المجد منظور في حديث حارثة ،، فهل أتاك نبأه ؟!! 
حارثة ، واحد من جيل محمد صلى الله عليه وسلم ، تتلمذ على يديه ، فلا غرو أن يبهر الدنيا بفقهه وفهمه العميقين ..
ذااااات صبااااااح والنبي صلى الله عليه وسلم في المدينة يتفقد حال أصحابه وإذا بحارثة أمامه ...
ما أجمل صباحك يا حارثة .. يوم تبدأه بمرأى حبيبك ... حقاً إنه يوم جميييييل ...
ويسأل الحبيب صلى الله عليه وسلم عن حاله بقوله : "" كيف أصبحت يا حارثة ؟؟!! "" 
فأجاب حارثة بثقة : أصبحت مؤمناً حقاً يارسول الله ؟
هنا .. توقف النبي صلى الله عليه وسلم ونظر إلى حارثة في عمق .. إن مقالته جد خطيرة تحتاج إلى برهان يؤكد صدقها ، وإلا لصار الإيمان كلمة يرددها من بعده 
فقال له صلى الله عليه وسلم " يا حارثة ، انظر ماذا تقول ، وإن لكل قول حقيقة ، فما حقيقة إيمانك ؟؟
قال له حارثة  في يقين :  عزفت نفسي عن الدنيا فأسهرت ليلي وأظمأت نهاري ، وكأني أنظر إلى عرش ربي بارزاً ، وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون ، وأهل النار يتضاغون فيها .
هنا بدت السعادة على وجه نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم ، لقد أتت تربيته ثماراً طيبة ، غير أن من عرف صار لزاماً عليه أن يتعب ، وهو ما دعاه صلى الله عليه وسلم أن يقول له مشدداً 
"" يا حارثة ، عرفت فالزم "" ويكررها ثلاثاً .
يذهب المعلم إلى أصحابه بعد هذا الحديث ويقول : من أراد أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة   فلينظر إلى حارثة . 
وحارثة أحد الأشخاص الذين قرعوا من قبلنا بوابة المجد ففتحت لهم ، عرف طريقه فجد فيه السير ...
أتعب نفسه .. أسهر ليله .. أظمأ نهاره حتى بدا له الحلم حقيقة واقعة يراها فتشتعل في نفسه الحماسة وتقلقه إذا لفته الراحة بثوبها الخداع .
وأنت أيها الهمام إذ تسير إلى بوابة المجد لتقرعها كان لزاماً عليك أن تتزود بزاد يكفيك مؤونة الطريق .. وزاد من سلكوا هذا الطريق كبير 
وبقي أن أقول .... 
أعانك الله في مسيرك وهداك إلى ما يحبه ويرضاه ، وأراك الحق حقاً ورزقك اتباعه ، وأراك الباطل باطلاً ورزقك اجتنابه .

هذه كانت مقدمة كتاب "" قرع على بوابة المجد ،، للاستاذ / كريم الشاذلي 
كنز أخر أضمه بين يدي  وأقرأ فيه حاليا ،، استوقفتي كلمات المقدمة وأعدت المرور عليها مراراً  لعلها تستهض بهمة قد غشاها النعاس  لتنطلق بها مثلما انطلقت همة حارثة .. 
ومع تقليب صفحات الكتاب  ستكون هنا لي محطات ،، فهنيئا  لنا قربكم ....

0 التعليقات:


creation de site