ذاااااات صباااااااح

إلى كل قلبٍ عانق نبضه إشراقة الصباح

أحلى الصباحات أتمناها لكن في ""ذاااات صبااااح "" لـ لأبث من قلبي إليك بطاقة .... نضجت على شوقٍ وحرقة بعد..... فيها (أحبك يا أخي !) متفرداً .... بأخوتي ومشاعري وبودي تفاءل !! فالصبح يأتي مشرقاً ...... من بعد ليل مظلم القسمات والله يرزقك فلا تك يائساً ...... لا تذهبن العمر في حسرات كن واثقاً ،كن مؤمناً ، كن آمناً ...... كن ليناً ،كن دائم البسمات كن كالشذى العطر المعطر غيره ...... كن شعلة الإيمان في الظلمات



×× حدثني رجل كبير القدر ،، صادق اللهجة ،قال: 
كنت في لندن ،فرأيت صفاً طويلاً من الناس ، يمشي الواحد منهم على عقب الآخر ، ممتداً من وسط الشارع إلى آخره فسألت ، فقالوا : إن هنا ( مركز توزيع ) ، وإن الناس يمشون إليه صفاً ، كلما جاء واحد أخذ آخر الصف ، فلا يكون تزاحم ولا تدافع ، ولا يتقدم أحد دوره ، ولو كان الوزير ، ولو كان أمامه كناس ،، وتلك عادتهم في كل مكان ، 
قال : ونظرت فرأيت في الصف كلباً في فمه سله ، وهو يمشي مع الناس كلما خطوا خطوة ،خطا خطوة ، لا يحاول أن يتعدى دوره أو يسبق من أمامه ، ولا يسعى من وراءه أن يسبقه ، ولا يجد غضاضة أن يمشي وراء كلب ، ما دام قد سبقه الكلب . 
فقلت : ما هذا ؟؟ 
قالوا : كلب يرسله صاحبه بهذه السلة،  وفيها الثمن والبطاقة فيأتيه بنصيبه من ( الإعاشة ) .... 
لما سمعت هذه القصة خجلت من نفسي أن يكون الكلب قد دخل في النظام ، وتعلم آداب المجتمع ، ونحن لا نزال نبصر أناساً في أكمل هيئة ، وأفخم زي ، تراهم فتحسبهم من الأكابر ... يزاحمونك ليصعدوا - الترام - قبلك ، بعد ما وضعت رجلك على درجته ، أو يمدون أيديهم من فوق رأسك إلى شباك البريد ، وأنت جئت قبلهم ، وأنت صاحب الدور دونهم ، أو يغفزون ليدخلوا قبلك على الطبيب وانت تنظر متألماً من ساعتين ، وهم إنما وثبوا من الباب إلى المحراب .
خجلت من رجال لم يتعلموا الانتظام ، الذي تعلمته الكلاب !!! 

من كتاب / مقالات في كلمات  ، الجزء الأول 
علي الطنطاوي 

0 التعليقات:


creation de site