ذاااااات صباااااااح

إلى كل قلبٍ عانق نبضه إشراقة الصباح

أحلى الصباحات أتمناها لكن في ""ذاااات صبااااح "" لـ لأبث من قلبي إليك بطاقة .... نضجت على شوقٍ وحرقة بعد..... فيها (أحبك يا أخي !) متفرداً .... بأخوتي ومشاعري وبودي تفاءل !! فالصبح يأتي مشرقاً ...... من بعد ليل مظلم القسمات والله يرزقك فلا تك يائساً ...... لا تذهبن العمر في حسرات كن واثقاً ،كن مؤمناً ، كن آمناً ...... كن ليناً ،كن دائم البسمات كن كالشذى العطر المعطر غيره ...... كن شعلة الإيمان في الظلمات




في الملمات والمصائب الكبار , يحتاج الناس دوما إلى من يبدو بينهم راسخا ثابتا مقداما ,
فيلتفون حوله , ويتشبثون به , وربما يأتمرون بأمره وينفذون جميعا عن رأيه ..
 ربما يظهر ذاك الصالح بعد أن كان غائبا , وربما يعود بعد رحيل , وربما يبرز في لحظات الخوف والتردد , أو في لحظات الضعف والخور التي تصيب الجميع ..
  وربما يحدث ماهو أغرب من ذلك فيكتشف امرئ في نفسه تلك القوة ويرى من قلبه تلك الصلابة والشجاعة
بعد أن لم يكن يعلمها عن نفسه , فتمر به مصيبة ما فيكتشف قلبه ويعلم قوة نفسه .
والناس دوما بحاجة إلى ذاك القلب الشجاع الصلب , فلكأنهم يبحثون عنه كلما مرت بهم صعوبة أو حلت بهم نازلة , يفتشون عنه في الوجوه , ويعرفونه في لفظات القول وخطوات السلوك ولمحات الأعين ,
 فهو المتفائل عندما يحيط اليأس بالناس , والمقدام بينما التراجع يكون عميما , ورابط الجأش إذ الإحجام يكسو الخطى .
  فهو المتوكل على ربه بينما يتردد الناس والمتصل بالإيمان بينما تضعف القلوب المحيطة ..
فتراه وكأنه مؤيد بقوة علوية قادرة , تدفعه نحو التشجع , وتؤهله لحمل التبعة , وتوجهه للقرار الصائب .
 والقلب الشجاع دوما ذاهل عن الصغائر, مترفع عن المكاسب الخاصة,
واهب نفسه لخير أمته وخير أخوانه وأهل الإيمان من حوله ..
 فذكر الناس له ليس غاية تلفت اهتمامه , ولا مديحهم له منقبة يراها ترفع قدره , ولا تصدره في المجالس واشتهاره بين الأقوام أمنية تدور بذهنه النقي المخلص ..
 والقلب الشجاع ناذر نفسه لطاعة ربه , وكسب الثواب وتحقيق الأجر, والسعي للرضا الرباني السامي الرفيع  .
 وفي غزوة مؤتة يبدو لنا موقف ثابت بن أقرم رضي الله عنه من بين عديد المواقف العظيمة في تلك الغزوة ليعبر لنا بوضوح عما نريد أن نصفه ههنا .
  ينقل الواقدي عن أبي هريرة رضي الله عنه : شهدت بدرا فلما رأينا المشركين رأينا مالا قبل لنا به من العدد والسلاح والكراع والديباج والحرير والذهب , قال أبو هريرة فبرق بصري , فقال لي ثابت بن أقرم : ياابا هريرة مالك ؟ كأنك ترى جموعا كثيرة , قلت نعم , قال تشهدنا ببدر إنا لم ننصر بالكثرة ..
 وقال الواقدي ناقلا بسنده عمن شهد الواقعة : لما قتل ابن رواحه انهزم المسلمون أسوأ هزيمة رأيتها قط ثم تراجعوا فأقبل رجل من الأنصار يقال له ثابت بن أقرم فأخذ اللواء وجعل يصيح بالأنصار – يثبتهم – فجعل الناس يثوبون إليه من كل وجه وهم قليل وهو يقول : إلى أيها الناس , فاجتمعوا إليه , فنادى على خالد بن الوليد وأعطاه اللواء وجمع الناس عليه حتى ثبت الناس وكروا ونصرهم الله .
انه – رضي الله عنه – نموذج لذلك القلب الشجاع الذي نريد وصفه , إذ يبرز في المواقف الشديدة فيجتمع الناس حوله , فيثبتهم ويذكرهم بالله , ويقوي قلوبهم , فلا رغبة لديه سوى الخير والهداية , ولا سعي منه سوى لاجتماع الكلمة حتى اجتياز المحنة 
خالد رُوشه  | 9/2/1430 هـ
مرسلة بواسطة الريم / جزاها الله خيرا 

1 التعليقات:

ثبت الله جيشا عرمرم في هزيمة ساحقة على رجل واحد يقال له:ثابت..
فثبت التاريخ المجيد ذكره في الأولين والآخرين إلى يوم الدين..
وأعلى ذكره في ملئه الأعلى..
فكان قلبا شجاعا حقا وصدقا..
لم الله عليه الشمل..وجمع عليه شتات القلوب.. وشاء لهم نصرا بعد هزيمة وكرا بعد فر..بفضل قلبه الشجاع..
فمن لنا بقلب كهذا في هجير زماننا؟!
ويمتد الشكر لقلبك الكبير الذي أحسن استضافة قلب شجاع في ذات صباح..


creation de site