ذاااااات صباااااااح

إلى كل قلبٍ عانق نبضه إشراقة الصباح

أحلى الصباحات أتمناها لكن في ""ذاااات صبااااح "" لـ لأبث من قلبي إليك بطاقة .... نضجت على شوقٍ وحرقة بعد..... فيها (أحبك يا أخي !) متفرداً .... بأخوتي ومشاعري وبودي تفاءل !! فالصبح يأتي مشرقاً ...... من بعد ليل مظلم القسمات والله يرزقك فلا تك يائساً ...... لا تذهبن العمر في حسرات كن واثقاً ،كن مؤمناً ، كن آمناً ...... كن ليناً ،كن دائم البسمات كن كالشذى العطر المعطر غيره ...... كن شعلة الإيمان في الظلمات


قرأت في كتاب (ديل كارنيجي ) : (دع القلق وابدأ الحياة ) قصة فلاح من ( فلوريدا ) اشترى أرضاً ، وضع فيها ماله كله وأمله ، فلما صارت له وذهب ليراها ، أصابته أشد ضربة من ضربات الدهر ، فتركته مضعضعاً مشرفاً على الانهيار : رآها قفرة مهجورة ، لا تصلح للزراعة ، ولا تنفع للرعي ، ولبس فبها إلا أعشاب تعيش عليها مئات من الحيات والثعابين ، لا سبيل إلى مكافحتها واستئصالها ، وكاد يصاب بالجنون ، لولا أن خطرت له فكرة عجيبة : هي أن يربي هذه الحيات ، ويستفيد منها ، وفعل ذلك ،فنجح نجاحاً منقطع النظير ، كان يخرج سموم هذه الحيات ، فيبعث بها إلى معامل الأدوية ، فتستخلص منها الترياق الذي يشفي من هذه السموم ، ويبيع جلودها لتجار الأحذية بأغلى الأثمان ، ويحفظ لحومها ... في علب يبعث بها إلى من يحب أكل لحوم الحيّات ، ويظهر أنهم كثيرون ... 
وكان يقصده السياح من كل مكان ، ينظرون إلى أول مزرعة في الدنيا أنشئت لتربية الحيّات والثعابين .... 
     قرأت هذه القصة الواقعة ، فأحسست كأني أسير في طريق مظلم ، لا أعرف موطئ قدمي فيه ،  فسطع أمامي نور وهّاج ، لقد علمتني هذه القصة ألا أفزع بعد اليوم من فشل أو أجزع من خيبة ، بل أن أحاول استثمار الفشل والاستفادة من الخيبة ، وليس في الدنيا خير مطلق ، وليس فيها شر مطلق . 
ولكن في كل خير شر قليل ، وفي كل شر خير قليل ،فلماذا أبكي وأيأس إن أصابني شر ، ما دمت أستطيع أن أستخلص الخير القليل 
الذي يكمن فيه ، لماذا أترك الحيَيات تلدغني بسمها ، ما دمت أقدر أن أربيها وأستفيد من سمها . 
                                       هذا هو الدرس الذي تعلمته من قصة ( فلاح فلوريدا ) 

                                                    مقالات في كلمات -------- علي الطنطاوي  

0 التعليقات:


creation de site