ذاااااات صباااااااح

إلى كل قلبٍ عانق نبضه إشراقة الصباح

أحلى الصباحات أتمناها لكن في ""ذاااات صبااااح "" لـ لأبث من قلبي إليك بطاقة .... نضجت على شوقٍ وحرقة بعد..... فيها (أحبك يا أخي !) متفرداً .... بأخوتي ومشاعري وبودي تفاءل !! فالصبح يأتي مشرقاً ...... من بعد ليل مظلم القسمات والله يرزقك فلا تك يائساً ...... لا تذهبن العمر في حسرات كن واثقاً ،كن مؤمناً ، كن آمناً ...... كن ليناً ،كن دائم البسمات كن كالشذى العطر المعطر غيره ...... كن شعلة الإيمان في الظلمات





‘‘‘إنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ‘‘‘
الحمد لله حمداً حمداً والشكر لله شكراً شكراً ، والصلاة والسلام التامان الأكملان على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً كثيراً ،، عودة مباركة ووقفة هادئة مع هذه الآية 
< إن الشيطان > الشيطان اسم لأبليس وهو مشتق من شاط يشيط إذا غضب ،أو من شطن يشطن إذا بعد ،، والوصفان ثابتان للشيطان لأن عنده طيش وسوء تصرف ،، وهو ايضاً شاطر اي بعيد عن رحمة الله عز وجل لأن الله لعنه ""إن عليك لعنتي إلى يوم الدين "" 
< إن الشيطان لكم عدو > هذه جملة مؤكدة ب -إن-   ولم يقل إن الشيطان عدوكم   لثبوت هذه العداوة ،، ولهذا جاء بالجملة الاسمية المكونة من مبتدأ وخبر - لكم عدو - خبر   قدم هنا لإفادة الحصر  كأنه ليس عدو إلا لكم  ومعلوم أن من انحصرت عداوته في شخص فإن  يجب أن يحترز منه أكبر و أكثر ، وقوله < عدو > العدو ضد الولي فإذا كان الولي والناصر والمتولي لأمرك  فالعدو هو الخائن الذي لا يهمه أمرك   والشيطان عدو   والله يقول
 < فاتخذوه عدو> لما أكد أنه عدو لنا أكد هنا بالفاء  " فاتخذوه "  والفاء هنا يسمونها " فاء التحرير " أي بسبب كونه عدو  فاتخذوه عدو أي اجعلوه عدو لكم بحيث تنفرون منه نفوركم من الأعداء . أذا قال قائل " مالذي يدلنا على عداوته أو كيف نتخذوه عدو ؟؟ الجواب 
بكراهيته وبغضه وعدم الإنسياق لامره ووسوسته 
‘‘ فلا يجوز لك أن تهادنه أو تستكين له وتطيعه ،لأنك حين تطيعه يستمرئ عداوته ضدك إذا لابد أن تعاديه ، وأن توقفه عند حده ،، كيف ؟؟ 
 أضعف الإيمان أن لا تطيعه ، فإن أردت أن تكون أقوى منه فانتقم منه وغظه بأن تتجه إلى مقابل ما يطلب منك  ، فهو يأمر بالسوء ،فافعل أنت الحسن . يأمرك بالشر ، فاجتهد في الخير ، وكأنك تسخر منه وتلقنه درساً لا يملك بعده إلا أن ينصرف عنك ، لأنك وظفت عداوته لصالحك وانتفعت بها ، وهذا ما يغيظه .
وتستطيع أن تأخذ بهذا المبدأ مع أي عدو آخر سواء أكان من شياطين الإنس أو الجن ، تستطيع أن تجعل من عداوته لك حافزاً على الخير وعلى عشق كل ماهو جميل ، فالعاقل من استفاد من عدوه أكثر من استفادته من صديقه ‘‘ ** ابن عثيمين **
< فاتخذوه عدوا> أن تشحن كل طاقتك وكل مواهبك لتربي فيك المناعة اللازمة ضد إغراءاته ووسوسته لك بالسوء ، فإن أردت الارتقاء في مناهضته ،فزد من الحسنات التي يكرهها ، فإن جاءك في الصلاة ليفسدها عليك فغظه بأن تخشع فيها وتزيد من تحسينها .
** خواطر الشيخ الشعراوي **
<إنما يدعو حزبه > أي اتباعه < ليكونوا من أصحاب السعير > اي النار الشديدة 
و- إنما -هنا أداة حصر وتفيد أثبات الحكم للمذكور ونفيه عما سواه .ومعناه إنه يدعو حزبه لهذا الأمر   لمــــــــــاذا ؟؟
< ليكونوا من أصحاب السعير > اللام هنا في ليكونوا  تسمى لام العاقبة   يدعو حزبه للشر والفحشاء لأجل أن يكونوا من اصحاب السعير . وقوله < حزبه >   اذا قلنا هم اتباعه في الكفر   فهذا قصور في التفسير لان حزب الشيطان المطلق  لا شك انهم الكفار  لكن من عصى الله عز وجل ولم يكن كافراً فله من حزبية الشيطان بقدر ما عصى الله . 
< السعير > النار الشديدة وانما دعو لذلك لانه لما غوى ابليس وتكبر عن طاعة الله حرص أن يكون له اتباع . 
واللفظ القرآني " من أصحاب السعير " دل على أن بينهم وبين النار ألفة وأنها تريدهم وتعشقهم حتى صارت بينهما مصاحبة ."
** ابن عثيمين **
"" إنها لمسة وجدانية صادقة ، فحين يستحضر الانسان صورة المعركة الخالدة بينه وبين عدوه الشيطان فإنه يتحفز بكل قواه وبكل يقظته وبغريزة الدفاع عن النفس وحماية الذات ، يتحفز لدفع الغواية والإغراء ويستيقظ لمداخل الشيطان لنفسه ويتوجس من هاجسة ويسرع ليعرضها على ميزان الله الذي أقامه له ليتبين ، فلعلها خدعة مستترة من عدوه القديم !  
وهذه هي الحالة الوجدانية التي يريد القرآن أن ينشئها في الضمير ، حالة التوفز والتحفز لدفع وسوسة الشيطان بالغواية ، كما يتوفز الانسان ويتحفز لكل بادرة من عدوه وكل حركة خفية !! حالة التعبئة الشعورية ضد الشر ودواعيه ،ن وضد هواتفه المستسرة في النفس وأسبابه الظاهرة للعيان ، حالة الاستعداد الدائم للمعركة التي لا تهدأ لحظة ولا تضع أوزارها في هذه الأرض أبداً .""
** في ظلال القرآن / سيد قطب **
‘‘‘الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ‘‘‘
 بعد أن ذكر الحق سبحانه حزب الشيطان يذكر هنا الحكم عليهم ""لهم عذاب شديد "" وفي المقابل ""والذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر كبير ""  ** خواطر الشيخ الشعراوي **
< الذين كفروا > مبتدأ  وخبره الجملة الأسمية < لهم عذاب شديد > والعذاب العقوبة .. والجملة الاسمية تفيد تحقق هذا العذاب واستمراره فهم خالدون مخلدون في نار جهنم .. والشديد بمعنى القوي . وأما غيرهم 
< الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر كبير >  الذين آمنوا .... الايمان محله القلب أي صدقوا بما يجب الإيمان به مع القبول والإذعان ، أما مجرد التصديق فليس بإيمان وإن شئتم مثال على ذلك - ابو طالب - عم النبي صلى الله عليه وسلم كان مصدقاً للنبي ولكنه لم يقبل ولم يذعن فلم ينفعه هذا التصديق .
اما قوله "" وعملوا الصالحات ""فلا بد من العمل الصالح حتى يتم الإيمان ويتحقق ويتبين ،، قال العلماء ان العمل الصالح هو الذي كان خالصاً صواباً . خالصاً لله ، صواباً في موافقة شريعة الله . فلو نزع الإخلاص من العمل لم يكن صالحاً ولو وجد الإخلاص لكن لم يبنى على الشريعة فلم يكن صالحاً ..وعلى هذا فالاعمال البدعية صاحبها ليس بصالح ، والأعمال الشرعية إذا شاركها الرياء لم تكن صالحة . 
وهنا نلاحظ ان لذين كفروا لهم عمل واحد وجزاء واحد (العمل هو الكفر والجزاء " لهم عذاب شديد ) 
أما الذين أمنوا فلهم عملان وجزاءان 
الأعمال ( امنوا وعملوا الصالحات ) والجزاءان ( لهم مغفرة وأجر كبير ) 
والمغفرة هي ستر الذنوب والتجاوز عنها وهي مأخوذة من المغفر (ما يوضع على الرأس حال الحرب للوقاية من ضرب السيوف ) 
"" والأجر "" هو الثواب  وسمي الله الثواب أجراً لأنه لا بد أن يناله العامل كأجرة الأجير . 
""كبير "" اي كبير في حجمه ومعناه . 
** ابن عثيمين ** 
سبحانك اللهم وبحمدك 
والى لقاء قريب بإذن الله 


0 التعليقات:


creation de site