ذاااااات صباااااااح

إلى كل قلبٍ عانق نبضه إشراقة الصباح

أحلى الصباحات أتمناها لكن في ""ذاااات صبااااح "" لـ لأبث من قلبي إليك بطاقة .... نضجت على شوقٍ وحرقة بعد..... فيها (أحبك يا أخي !) متفرداً .... بأخوتي ومشاعري وبودي تفاءل !! فالصبح يأتي مشرقاً ...... من بعد ليل مظلم القسمات والله يرزقك فلا تك يائساً ...... لا تذهبن العمر في حسرات كن واثقاً ،كن مؤمناً ، كن آمناً ...... كن ليناً ،كن دائم البسمات كن كالشذى العطر المعطر غيره ...... كن شعلة الإيمان في الظلمات



"" أم سليم "" رضي الله عنها ،هي امرأة من المبشرات بالجنة ،بشرها النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " رأيتني دخلت الجنة فإذا أنا بالرميصاء امرأة أبي طلحة .........."" رواه البخاري . امرأة اتعبت نساء العالمين بعدها ،وكذبت أحابيل النفوس ، وردت على اللاهثات خلف أي عذر لتبرير القصور . لنا معها هذه الوقفات ،،،،
 الوقفة الأولى / حصلت على أغلى مهر في التاريخ ،،
مهر أكبر من المال ألا  وهو اسلام زوجها ، لقد كان من أكبر مكاسبها أن يكون مهرها هو الإسلام ،لم تطلب أي مبالغ أو مالاً أو مغالاة في المهور ،فبدأت بالدعوة إلى دينها حتى لو استثمرت في ذلك تزويج نفسها . 
الوقفة الثانية / مخالفة المألوف في استقبال المصيبة 
تعطي ام سليم درساً في التجلد وجودة في الرأي ، وقوة في العزم ، فما ناحت وما شقت جيباً وما نفشت شعراً كالمفجوعات بالمصائب وما دعت بدعوى الجاهلية . ولم تعترض على قدر الله ،،أبداً أن شيئاً من ذلك لم يحصل . لقد حضر الزوج وفي بيته حالة وفاة لابنه الوحيد ودخل مستقر البال ،وأخذ نهمته من العشاء ،وجامع زوجته ، وأخلد إلى النوم ، كل هذا بفضل نجاح زوجته . 
الوقفة الثالثة / عدم الاتكالية ، وتحمل المسؤولية 
بالطبع لم يمت ولدها المريض فجأة : بل تدرج الحال في السوء ثم إن غياب زوجها عن ذلك الموقف ، زاد من ثقل المصيبة على روحها ، حينما عاشت حالة العجز التام ، ولكنها استقبلت الفاجعة بقوة التحمل ، فليس بيدها علاج ترتجي منه الشفاء ، ولا طبيب يداوي مرضه ،  ورويداً رويداً أخذ طفلها يذبل ، وتخف نبضاته وتبرد أطرافه ، وينتفض الانتفاضة الأخيرة ، ويخف اهتزازه شيئا فشيئاً ثم توقف عن الحركة ، والقلب يكاد ينخلع من هول المنظر . فقدت فلذة كبدها ، ولا أنكر أن قلمي يعجز عن وصف مشاعر الأم تجاه مرض ولدها !! فكيف بموته بين يديها !!! لكن هذه الزوجة العظيمة أكبر من مثاليات أقلامنا حيث أبدعت في هذا الموقف ،،فأخذته بيدها ، فغسلت جثته الهامدة ، وحنطته بنفسها وكفنته في عتمة ليلٍ، ووضعته في جانب البيت ، وكل ذلك وهي تطالع "" الجنة "" بقلبها .
لقد كانت ترى أن في اسعادها لزوجها إرضاء لربها ، حتى في مثل هذا الموقف ، وتطلب الثمن والمكافأة على حسن الخلق مع الزوج من الله تعالى ،، وليس هناك من حرج أو بأس أن تبالغ أم سليم رضي الله عنها في طلب المزيد ، أليس الرب الذي وعدها بالثواب اسمه (الكريم ) (الأكرم ) عز وجل !!!
إن النظرة القاصرة ترى الحرمان في المصيبة ، وتبصر الفقدان المؤلم لشيء من الدنيا ، فتبكي عليه ، وتحزن ، وتتألم ، ولكن أم سليم رضي الله عنها كانت لها نظرة أبعد ، فرأت عظيم الأجر والثواب و ""بيتاً"" في الجنة ، فهل يبكي من رزقه الله بيتاً في االدنيا ؟؟!! فكيف إذا يبكي من رزقه الله تعالى "" بيت الحمد "" في الجنة ، فلم يعد يحزنها شيء من خسائر الدنيا ، فالدنيا في عينها أحقر من أن تحزن عليها ليلةً واحدةً ، حتى ولو فقدت فيها ابنها < كلا بل تؤثرون  الحياة الدنيا ، والأخرة خيرٌ وأبقى > 
الوقفة الرابعة / أعطاك ما ملكت كفاه واعتذرا 
إن أم سليم رضي الله عنها ذات همة عالية ، فلم يكن ليكفيها هذا الابداع في التعامل مع الموقف ، بل لو كان هناك فوق الثريا موضع لشمرت أم سليم رضي الله عنها سواعدها لطلبه ، فلم يكفيها أن تصمت عيناها عن الدموع ، ولم يكفيها أن تحبس لسانها عن الشكوى ، ولم يكفها أن تكرم جثة ولدها الميت بتغسيله وتكفينه وتحنيطه وتغطية جثمانه ، ولم يكفها أن تحسن استقبال زوجها استقبالا بارع المقابلة ،، بل سابقت في الخيرات فأجابت زوجها عن سؤاله عن الولد ، باستعمال الكناية حين قالت " هو أسكن ما يكون " لتوهمه بعافية الولد ، فتحفظ شعوره تلك الليلة ثم قدمت له الطعام الشهي وتزينت له أجمل زينة ... اي ابداع هذا وأي صبر ،، أي ثقة وأي إيمان 
   رحمك الله يا أم سليم   حقا لقد اتعبت النساء من بعدك 
 وللوقفات تتمة في قادم الأيام  بإذنه تعالى 

   المرأة البحر والرجل المحيط / عبدالله الداوود 

0 التعليقات:


creation de site