ذاااااات صباااااااح

إلى كل قلبٍ عانق نبضه إشراقة الصباح

أحلى الصباحات أتمناها لكن في ""ذاااات صبااااح "" لـ لأبث من قلبي إليك بطاقة .... نضجت على شوقٍ وحرقة بعد..... فيها (أحبك يا أخي !) متفرداً .... بأخوتي ومشاعري وبودي تفاءل !! فالصبح يأتي مشرقاً ...... من بعد ليل مظلم القسمات والله يرزقك فلا تك يائساً ...... لا تذهبن العمر في حسرات كن واثقاً ،كن مؤمناً ، كن آمناً ...... كن ليناً ،كن دائم البسمات كن كالشذى العطر المعطر غيره ...... كن شعلة الإيمان في الظلمات



هل أبصرت هذه الآية ؟
{إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ}
تأمل كيف أسند الله النهي إلى الصلاة نفسها !
إن الصلاة تعني أن ترحل عن خطاياك إلى الله، لتخرج من دركات العادة إلى درجات العبادة، وليتغير طعم المنكر في قلبك فلا تجد له لذة !
فأبصر ثم أبصر فإن الصلاة تصنعك.

  [د. فريد الأنصاري]



قلت لأحد جيراني في يوم من الأيام أراك تسارع إلى صلاة النافلة بعد الفريضة ، وكأنك لا تأتي بالأذكار الواردة ؟ فقال الرجل : أنا آتي بها ، لكن هل تريد مني أن أجوَّدها ؟! وضحكت من جوابه وسرعة بديهته .
إن الواحد منا إذا زاره وزير أو وجيه ، أو اتصل به من خلال الهاتف يخبر بذلك كثيراً من معارفه ، لأنه يرى ذلك دليلاً على وجاهته وسمو قدره ، ولا شك أن لذلك دلالة خاصة ، لكن كيف ينبغي أن تكون الحال فيما لو ظفر المرء بمعية ورعاية خاصة من رب العالمين الذي مَلَك الرقاب ، وإليه المآل ؟!
روى الشيخان أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : ( يقول الله ـ عز وجل ـ : (( أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني وتحركت بي شفتاه )) و هذا يؤيد ما ورد من أن الله ـ تعالى ـ أوحى إلى موسى :
 (( ..أما علمت أني جليس من ذكرني وحيثما التمسني عبدي وجدني ))
وقد ذم الله ـ تعالى ـ المنافقين ، ووصفهم بأنهم لا يذكرون الله إلا قليلاً .
أيها الإخوة والأخوات إنه لشرف ما بعده شرف أن يشعر المسلم أنه حين يذكر ربه يكون في كنفه ورعايته وقد فاز بمجالسته ومناجاته ، ولا يصح لأحد أن يزهد في هذا الشرف ، أو يغفل عنه .
إن كل العبادات تستهدف تمتين صلة المسلم بخالقه ـ عز وجل ـ وإن الذكر يضمن ذلك ، فقد روى الترمذي أن رجلاً جاء إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقال : إن شرائع الإسلام قد كثرت عليَّ ، فأخبرني بشيء أتشبث به ، فقال له :
 (( لا يزال لسانك رطباً بذكر الله )) .
وقد قيل لأحدهم : أما تستوحش وحدك ؟ فقال : أو يستوحش مع الله أحد ؟! من لم تقرَّ عينه بالله ، فلا قرت عينه ، ومن لم يأنس بالله , فلا أنس ! .
إن الذكر عبارة عن كلام ، فهو لا يشغل الإنسان عن قيادة السيارة ، ولا عن حراثة الأرض ولا خياطة الثوب ، ومع هذا فإن فيه فرصة لا تتكرر لمضاعفة الحسنات ، وما أجمل ما روي من أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ خرج من بيت زوجه جويرية ـ رضي الله عنها ـ بكرة حين صلى الصبح ، في مسجدها ـ أي موضع صلاتها ـ ثم رجع بعد أن أضحى ، وهي جالسة ، فقال : ما زلت على الحال التي فارقتك عليها ؟ قالت : نعم . قال : لقد قلت بعدك أربعَ كلمات ثلاثَ مرات لو وزِنت بما قلت منذ اليوم لوزنته : سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه و زنة عرشه ومداد كلماته .
هذه درر منثورة أمامنا ، ولا نحتاج إلى أكثر من أن نلتقطها ، ونمضي بها .
إلى أن ألقاكم في رسالة قادمة أستودعكم الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
محبكم د.عبد الكريم بكار
في 20/ 5/ 1431هـ

من هنا أرهف سمعك >>>>>

عندما تبدؤون الصلاة .. وتضعون أيديكم على صدوركم ، ثمّ تقرؤون الفاتحة .. وأنتم تفكرون بالله !
 تحسسوا مخابئ أرواحكم ، وشدوا عليها برفق ، وابكوا كثيـــــــــــــــــــــــرًا..
 لأنَّكم من بين ملايين الأشخاص في العالم ، 
وحدكم تعلمتم الصلاة !
حقاً وربي ولكن هل من معتبر،، وهل من مستشعر 
كلمات ( قرأتها ،،وأخرى سمعتها ) هزتني وأيقضت مكامن الشعور فنقلتها من أعماق العمق لكم فاستشعروها وحلقوا معها 
وثقوا أنكم على خير   !!!



‘‘‘أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ‘‘‘
الحمد لله والصلاةوالسلام على رسول الله وعلى آله ومن والاه 
الصلاة والسلام دائماً وأبداً على من علمنا وعلى من اجتمعنا على منهجه وشريعته ،صلى الله عليه وسلم ما تحالف الليل والنهار ،،أما بعد 
مع سورة فاطر سنكمل حديثا ونقف وقفاتنا ونسأل الله القبول 
وسنجعل لدرسنا عنوان 
"" وسيلة الشيطان في تزيين السوء لأوليائه ""
فبعد أن حذرنا ربنا من الشيطان وسماه عدو لنا ودلنا على سبل الوقاية منه وعاقبه من أطاعه وفوز من خالفه ،،يعقب الآن بتصوير طبيعة الغواية وحقيقة عمل الشيطان والباب الذي يفتح فيجيء منه اللشر كله ويمتد منه طريق الضلال الذي لا يرجع منه سالك متى ابعدت فيه خطاه ..
< أفمن زين له > الهمزة للاستفهام ، والفاء حرف عطف ،والمعطوف عليه مختلف فيه ... فمنهم من قال أنه مقدر بين الهمزة وحرف العطف ويكون تقديره حسب السياق ، ومنهم من قال أنه معطوف على ما سبق . والقول الثاني أفضل لأن الأصل عدم التقدير ولأنه في بعض الأحيان يصعب على الإنسان أن يقدر المحذوف ،،وعلى هذا يقولون أن ""الفاء "" تقدر سابقة للهمزة < فأمن زين .. > 
< زين > من المزين ؟؟ الشيطان أم الله ؟؟
المزين المباشر هو الشيطان أما المزين بالتقدير فهو الله ، أي أن الله قدر للشيطان بأن يزين لهم . فيكون تزيين الله بحسب التقدير أي هو الذي قدر للشيطان أن يزين لهم أعمالهم . 
< سوء عمله > عمل هنا مضاف ويشمل كل الأعمال سواء كانت ( الشرك أم الإيمان بالغيب أو السوء أو فساد الأخلاق ) المهم أن شامل لكل الأعمال . كيف يزين سوء العمل >>> بالتمويه أي يموه على الناس أن هذا العمل الذي يقوم به هو عمل حسن
< فرأه حسناً > أي رأى سوء عمله حسناً وهذا أشد ،، أن يكون الإنسان على خطأ ويرى أنه على صواب .
والأسلوب هنا أسلوب استفهام لكن لم يذكر المقابل له ،، فالله سبحانه هنا يدع السؤال بلا جواب ... ليشمل كل جواب . كأن يقال : أفهذا يرجى له صلاح ومتاب ؟؟ أفهذا كمن يحاسب نفسه ويراقب الله ؟ أفهذا يستوي مع المتواضعين الأتقياء ؟؟ إلى آخر صور الإجابة على مثل هذا السؤال . وهو أسلوب كثير التردد في القرآن الكريم . وتجيب الآية بأحد هذه الأجوبة من بعيد : 
< فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء > هذه الآية وقف عندها كثيرون ، يقولون : إن كان الله هو الذي يهدي ،وهو الذي يضل ، فلماذا يحاسب الإنسان ؟ لابد من توضيح هذه المسألة... 
ذكر الشيخ ابن عثيمين توضيح جميل هنا يقول رحمه الله : التعبير هنا مقرون بالمشيئة ومشيئة الله مقرونة بالحكمة ،،فإن اقتضت حكمة الله أن يضل العبد أضله  (( وهو الذي أراد الضلال )) وإن اقتضت حكمته أن يهدي آخر هداه . واعلم أن الهداية والضلال إما عدل أو فضل  فهو عدل لأن هذا العبد الضال أوتي حسب ما أراد ..لما أراد الضلال وزاغ قلبه أزيغ ... وأما الهداية فإنها فضل من الله يتفضل بها على من يشاء من عباده وبهذا نقول ان منع الهداية من الضال بمقتضى عدله وهداية المهتدي بفضله . 
وذكر الشيخ الشعراوي توضيح لطيف قال فيه : لابد لتوضيح هذه المسألة أن نبين معنى يهدي ويضل ،، يهدي يعني : يدله على طريق الخير ويرشده إليه ، وهذا الارشاد من الله لكل الناس ،، فمن سمع هذا الإرشاد وسار على هداه وصل إلى طريق الخير ،، فكان له من الله العون وزيادة هدى ،، أما الذي أغلق سمعه فلم يسمع ولم يهتد فضل الطريق وانحرف عن الجادة ، فأعانه الله أيضاً على غايته وزاده ضلالاً وختم على قلبه ليكون له ما يريد . 
< فلا تذهب نفسك عليهم حسرات > الخطاب هنا موجه للرسول صلى الله عليه وسلم  يعزيه ويسليه بتقرير حقيقة أن شأن الهدى والضلال ليس من أمر البشر إنما هو من أمر الله . والقلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن وهو مقلب القلوب والأبصار ،، حتى يستقر قلب نبينا الكبير الرحيم المشفق على قومه مما يراه من ضلالهم ومصيرهم المحتوم بعد هذا الضلال . وحتى يدع ما يجيش في قلبه البشري من حرص على هداهم وهو حرص بشري معروف . يرفق الله سبحانه برسوله من وقعه في حسه فيبين له أن هذا ليس من أمره إنما أمره لله . وأولى ان يدرك الدعاة هذه الحقيقة التى واسى بها الله رسوله فيبلغوا دعوتهم باذلين فيها أقصى الجهد ثم لا يأسوا بعد ذلك على من لم يقدر له الصلاح والفلاح . 
ثم يقول الله مسلياً رسوله < إن الله عليم بما يصنعون > 
يعني لا تخفى عليه خافية من أفعالهم وسوف يجازيهم ما يستحقون من عقاب على قدر ما بدر منهم من إعراض فاطمئن ولا تحزن .
هذا وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين 






‘‘‘إنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ‘‘‘
الحمد لله حمداً حمداً والشكر لله شكراً شكراً ، والصلاة والسلام التامان الأكملان على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً كثيراً ،، عودة مباركة ووقفة هادئة مع هذه الآية 
< إن الشيطان > الشيطان اسم لأبليس وهو مشتق من شاط يشيط إذا غضب ،أو من شطن يشطن إذا بعد ،، والوصفان ثابتان للشيطان لأن عنده طيش وسوء تصرف ،، وهو ايضاً شاطر اي بعيد عن رحمة الله عز وجل لأن الله لعنه ""إن عليك لعنتي إلى يوم الدين "" 
< إن الشيطان لكم عدو > هذه جملة مؤكدة ب -إن-   ولم يقل إن الشيطان عدوكم   لثبوت هذه العداوة ،، ولهذا جاء بالجملة الاسمية المكونة من مبتدأ وخبر - لكم عدو - خبر   قدم هنا لإفادة الحصر  كأنه ليس عدو إلا لكم  ومعلوم أن من انحصرت عداوته في شخص فإن  يجب أن يحترز منه أكبر و أكثر ، وقوله < عدو > العدو ضد الولي فإذا كان الولي والناصر والمتولي لأمرك  فالعدو هو الخائن الذي لا يهمه أمرك   والشيطان عدو   والله يقول
 < فاتخذوه عدو> لما أكد أنه عدو لنا أكد هنا بالفاء  " فاتخذوه "  والفاء هنا يسمونها " فاء التحرير " أي بسبب كونه عدو  فاتخذوه عدو أي اجعلوه عدو لكم بحيث تنفرون منه نفوركم من الأعداء . أذا قال قائل " مالذي يدلنا على عداوته أو كيف نتخذوه عدو ؟؟ الجواب 
بكراهيته وبغضه وعدم الإنسياق لامره ووسوسته 
‘‘ فلا يجوز لك أن تهادنه أو تستكين له وتطيعه ،لأنك حين تطيعه يستمرئ عداوته ضدك إذا لابد أن تعاديه ، وأن توقفه عند حده ،، كيف ؟؟ 
 أضعف الإيمان أن لا تطيعه ، فإن أردت أن تكون أقوى منه فانتقم منه وغظه بأن تتجه إلى مقابل ما يطلب منك  ، فهو يأمر بالسوء ،فافعل أنت الحسن . يأمرك بالشر ، فاجتهد في الخير ، وكأنك تسخر منه وتلقنه درساً لا يملك بعده إلا أن ينصرف عنك ، لأنك وظفت عداوته لصالحك وانتفعت بها ، وهذا ما يغيظه .
وتستطيع أن تأخذ بهذا المبدأ مع أي عدو آخر سواء أكان من شياطين الإنس أو الجن ، تستطيع أن تجعل من عداوته لك حافزاً على الخير وعلى عشق كل ماهو جميل ، فالعاقل من استفاد من عدوه أكثر من استفادته من صديقه ‘‘ ** ابن عثيمين **
< فاتخذوه عدوا> أن تشحن كل طاقتك وكل مواهبك لتربي فيك المناعة اللازمة ضد إغراءاته ووسوسته لك بالسوء ، فإن أردت الارتقاء في مناهضته ،فزد من الحسنات التي يكرهها ، فإن جاءك في الصلاة ليفسدها عليك فغظه بأن تخشع فيها وتزيد من تحسينها .
** خواطر الشيخ الشعراوي **
<إنما يدعو حزبه > أي اتباعه < ليكونوا من أصحاب السعير > اي النار الشديدة 
و- إنما -هنا أداة حصر وتفيد أثبات الحكم للمذكور ونفيه عما سواه .ومعناه إنه يدعو حزبه لهذا الأمر   لمــــــــــاذا ؟؟
< ليكونوا من أصحاب السعير > اللام هنا في ليكونوا  تسمى لام العاقبة   يدعو حزبه للشر والفحشاء لأجل أن يكونوا من اصحاب السعير . وقوله < حزبه >   اذا قلنا هم اتباعه في الكفر   فهذا قصور في التفسير لان حزب الشيطان المطلق  لا شك انهم الكفار  لكن من عصى الله عز وجل ولم يكن كافراً فله من حزبية الشيطان بقدر ما عصى الله . 
< السعير > النار الشديدة وانما دعو لذلك لانه لما غوى ابليس وتكبر عن طاعة الله حرص أن يكون له اتباع . 
واللفظ القرآني " من أصحاب السعير " دل على أن بينهم وبين النار ألفة وأنها تريدهم وتعشقهم حتى صارت بينهما مصاحبة ."
** ابن عثيمين **
"" إنها لمسة وجدانية صادقة ، فحين يستحضر الانسان صورة المعركة الخالدة بينه وبين عدوه الشيطان فإنه يتحفز بكل قواه وبكل يقظته وبغريزة الدفاع عن النفس وحماية الذات ، يتحفز لدفع الغواية والإغراء ويستيقظ لمداخل الشيطان لنفسه ويتوجس من هاجسة ويسرع ليعرضها على ميزان الله الذي أقامه له ليتبين ، فلعلها خدعة مستترة من عدوه القديم !  
وهذه هي الحالة الوجدانية التي يريد القرآن أن ينشئها في الضمير ، حالة التوفز والتحفز لدفع وسوسة الشيطان بالغواية ، كما يتوفز الانسان ويتحفز لكل بادرة من عدوه وكل حركة خفية !! حالة التعبئة الشعورية ضد الشر ودواعيه ،ن وضد هواتفه المستسرة في النفس وأسبابه الظاهرة للعيان ، حالة الاستعداد الدائم للمعركة التي لا تهدأ لحظة ولا تضع أوزارها في هذه الأرض أبداً .""
** في ظلال القرآن / سيد قطب **
‘‘‘الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ‘‘‘
 بعد أن ذكر الحق سبحانه حزب الشيطان يذكر هنا الحكم عليهم ""لهم عذاب شديد "" وفي المقابل ""والذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر كبير ""  ** خواطر الشيخ الشعراوي **
< الذين كفروا > مبتدأ  وخبره الجملة الأسمية < لهم عذاب شديد > والعذاب العقوبة .. والجملة الاسمية تفيد تحقق هذا العذاب واستمراره فهم خالدون مخلدون في نار جهنم .. والشديد بمعنى القوي . وأما غيرهم 
< الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر كبير >  الذين آمنوا .... الايمان محله القلب أي صدقوا بما يجب الإيمان به مع القبول والإذعان ، أما مجرد التصديق فليس بإيمان وإن شئتم مثال على ذلك - ابو طالب - عم النبي صلى الله عليه وسلم كان مصدقاً للنبي ولكنه لم يقبل ولم يذعن فلم ينفعه هذا التصديق .
اما قوله "" وعملوا الصالحات ""فلا بد من العمل الصالح حتى يتم الإيمان ويتحقق ويتبين ،، قال العلماء ان العمل الصالح هو الذي كان خالصاً صواباً . خالصاً لله ، صواباً في موافقة شريعة الله . فلو نزع الإخلاص من العمل لم يكن صالحاً ولو وجد الإخلاص لكن لم يبنى على الشريعة فلم يكن صالحاً ..وعلى هذا فالاعمال البدعية صاحبها ليس بصالح ، والأعمال الشرعية إذا شاركها الرياء لم تكن صالحة . 
وهنا نلاحظ ان لذين كفروا لهم عمل واحد وجزاء واحد (العمل هو الكفر والجزاء " لهم عذاب شديد ) 
أما الذين أمنوا فلهم عملان وجزاءان 
الأعمال ( امنوا وعملوا الصالحات ) والجزاءان ( لهم مغفرة وأجر كبير ) 
والمغفرة هي ستر الذنوب والتجاوز عنها وهي مأخوذة من المغفر (ما يوضع على الرأس حال الحرب للوقاية من ضرب السيوف ) 
"" والأجر "" هو الثواب  وسمي الله الثواب أجراً لأنه لا بد أن يناله العامل كأجرة الأجير . 
""كبير "" اي كبير في حجمه ومعناه . 
** ابن عثيمين ** 
سبحانك اللهم وبحمدك 
والى لقاء قريب بإذن الله 




يحكى أن فتاة صغيرة مع والدها العجوز كانا يعبران جسراً ،، خاف الأب الحنون على ابنته من السقوط لذلك قال لها :
"" حبيبتي ,, أمسكي بيدي جيداً ،،حتى لا تقعي في النهر !!
فأجابته ابنته دون تردد : لا يا أبي ،،، أمسك أنت بيدي 
رد الأب باستغراب ،، وهل هناك فرق ؟؟
كان جواب الفتاة سريعاً أيضاً : لو أمسكت أنا بيدك قد لا استطيع التماسك ومن الممكن أن تنفلت يدي فأسقط ،،لكن لو أمسكت أنت بيدي فأنت لن تدعها تنقلت منك أبداً ....
::
::
::
::
 عندما تثق بمن تحب أكثر من ثقتك بنفسك .. و تطمئن على وضع حياتك بين يديهم أكثر من اطمئنانك
لوضع حياتك بين يديك … عندها امسك بيد من تحب … قبل أن تنتظر منهم أن يمسكوا بيديك

‘‘‘‘جميلة ترانيمك ،،،، تبعث في النفس الحياة ،، وفي الصباح الإشراق 
كم تتوق صباحاتي لذاك النوع من الترانيم 
لا حرمت الأجر ،،،


××× نبيلة ×××
 اسم نقش بحروف الإخاء في سجل حياتي ،، خطاها كانت تتجه صوب داري كل أربعاء حاملة معها قلب محب  شغوف ،،وابتسامة تزيل الكدر !! من أرض المغرب أتت ليستقر بها الحال في "" وينبغ "" وكأن أرواحنا كُتب لها اللقاء هناك ..
اجتمعت قلوبنا أول ما اجتمعت على الكتاب العزيز ،،الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ..،، وهانحن نعاود اللقاء من جديد 
معجزة ربانية أخرى  تؤكد ما ذكرت سابقاًً  أن .... صحبة القرآن لا تنقطع ....
    مررت عيناها على تدوينة "" واستفاقت في نفسي الذكرى "" فاستفاقت في نفسها  ذكريات  
أرسلتها على بريدي الإلكتروني ،،، فرأيت أن تشاركوني المتعة  .....
ذكرت تقول : ..........................

‘‘‘ نعم ستظل من أسعد اللحظات اللتي عشتها في ذاك البلد ذكرى جميله ورائعه .في تلك الايام كنت أحس بوحشة الغربه و فقد الأ هل بشكل رهيب لا يوصف وكان وهن الحمل يزيد الطين بلة ،،إلى أن اجتمعت بالرفقة الصالحة التي عرضت عليّ مرافقتها لحلقة القرآن . كان همي في البداية هو الخروج ورؤية أُناس آخرين ،،لكن بعد أول جلسة لي في ذاك البيت الذي لا زلت أذكره ،،وسماعي لأول الدروس في تفسير القرآن  شعرت بالطمأنينة والراحة ..
توالت الحلقات وكنت أتوق للذهاب ،ولم يعد همي الخروج فقط وإنما سماع المزيد من التفسير ولقاء احبة عوضوني عن فقد الأهل وأزالوا عن قلبي وحشة الغربة القاسية . أحبة لم تجمعني بهم مصالح الدنيا وإنما جمعني بهن ذكر الله وحبه ، فأدركت عندها معنى الحب في الله. 
لقد افتقدت هذا الإحساس الجميل بفراقهم ..
نتوق لحلقاتك .. فقد كانت الماء العذب الفرات الذي يروي عطش النفوس ..
لك مني أغلى وأطيب سلام وأدعو العلي القدير بأن يجمعنا وإياك في جنات الخلد ‘‘‘

  

 "" يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الغرور ""
الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد بن عبدالله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم 
يقول الحق تعالى هنا < يأيها الناس >  وهذا نداء موجه لعموم الناس   كل الناس المؤمن والكافر ليقول لنا ربنا 
< إن وعد الله حق >  وعده في ماذا؟؟ نقول  وعده في كل شيء في البعث وغيره ..فكل ما وعد الله به فهو حق سواء البعث أو العقاب أو الثواب أو النصر أو الخذلان أو غير ذلك مما وعد الله به فهو حق . 
< حق > أي صدق  فهو باعتبار الإخبار به صدق وباعتبار وقوعه فهو ثابت .
ولأن الوعد يأخذ حقية من الواعد ، ومن قدرته على إنفاذ وعده ، ومن أقدر من الله ؟؟! 
اذاً ينبقي أن نثق في الوعد غن جاء من الله سبحانه ،  ولا نثق في وعد من لا قدرة له في ذلك ،، والإنسان يعد وينوي الوفاء وقت الوعد ،لكنه لا يملك أسباب الوفاء ، فربما طرا عليه طارئ ، أو تغيرت الظروف فحالت بينه وبين الوفاء بوعده ،، لذلك يعلمنا ربنا أدباً عالياً في هذه المسألة في سورة الكهف ، فيقول سبحانه : [ ولا تقولن لشيئ إني فاعل ذلك غداً ، إلا أن يشاء الله ]
لذلك لا يوصف وعد بالحقية إلا وعد الله ، لانه سبحانه وحده الذي يملك كل أسباب الوفاء بوعده ولا يعوقه عن الوفاء شيء ولا يمانعه أحد .  ‘‘ خواطر الشيخ الشعراوي ‘‘
وما دام أن وعد الله حق < فلا تغرنكم الحياة الدنيا > 
النهي هنا جاء مؤكد بالنون  أي لا تخدعنكم ، لأن الناس طبائع ، منهم من يغتر بثناء الناس عليه ومنهم من يغتر في ذاته  وهذا هو الذي تغره الحياة الدنيا بشهواتها فيعيش فيها بلا تكاليف ولا التزامات كما فعل الكفار حين عبدوا الحجارة ،، لذلك يحذرنا ربنا   لا تخدعنكم الدنيا عن شيء آخر أعلى منها هو الآخرة .
< الحياة الدنيا > لا شك في ذلك  ويكفيها ذماً أن الله سماها دنيا والمقابل للدنيا حياة عليا هي الآخرة . وسميت الحياة الدنيا بهذا الاسم لوجهين 
- أنها متقدمة على الآخرة   أي أدنى إلى الإنسان من الآخرة ولهذا تسمى أيضاً الحياة الأولى 
- وسميت دنيا لدنو مرتبتها   ولأن ما فيها من النعيم فإنه ينقص تنقيصاً مستقبلاً أو حاضراً   تنقيصاً حاضراً لأن  نفس النعيم الذي نتنعم به لا بد أن يشاب بكدر كما قال الشاعر 
فيــــــــوم علينا ويوم لنا .................... ويوم نساء ويوم نسر 
ولو قدر أن حاضرك لم يشوبه شيء فإن المستقبل ينقص عليك هذا الصفاء   ،لا بد من أحد الأمرين : إما موت عاجل أو هرم مذهل  فإذا تذكر الإنسان إنه إما أن يموت أو يصل إلى هذه الحالة فسوف يكون عيشه منتقص فلذلك هي حياة دنيا . 
  والمعنى  / لا تخدعنكم الدنيا عن مطلوب الله الذي يؤهلكم لحياة أخرى عليا  .
< ولا يغرنكم بالله الغرور >  هو الشيطان قاله ابن عباس رضي الله عنهما أي لا يفتننكم الشيطان ويصرفكم عن اتباع رسل الله وتصديق كلماته فإنه غرار كذاب أفاك . 
‘‘ تفسير ابن كثير ‘‘
< بالله > أي في حلمه وإمهاله ، فالانسان قد يغتر بالله في حلمه وامهاله فيقول في نفسه  لو كنت على خطأ لكان الله عاقبني  وانه ليرزقني ويعافيني فهذا دليل أنني على حق >> لكننا نقول هذا من الأماني الباطلة التي حذر منها الرسول صلى الله عليه وسلم .
< الغَرور > هنا بالفتح غير < الغُرور> بالضم  والأولى صفة مشبهة دالة على المعنى   وهو الشيطان ،، 
والمقصود  كل شيطان  سواء شياطين الأنس أو الجن ،   من جلساء السوء الذين يزينون لنا المعاصي . 
وقد تكون النفس ذاتها بدون مؤثر خارجي ، اذاً نحن أمام عدوين ، إما الدنيا بشهواتها  ، وإما الشيطان بهمزه ونزغه ،    
. فلنتنبه لهؤلاء ولنكن على حذر .  
فالعدو لا يتبع خطى عدوه وهو يعقل ! وهو اي- الشيطان - لا يدعونا إلى خير ولا ينتهي بنا إلى نجاة .
وللحديث تتمة فكونوا بالقرب 
وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين 

المراجع ( تفسير ابن عثيمين ، خواطر الشيخ الشعراوي ، في ظلال القرآن ) 

                                                                           >>>
ذكرى جميلة انتعشت بها استفاقت اللحظة وانا أسمع الأيات تتلى من سورة القصص ،، ذكرى لا زالت حية في نفسي ، بل أنا لا أزال أحيا بها !!!  لقد مر على هذه الذكرى زمن طويل يقدر بسبع سنين قد تزيد أو تنقص قليلاً  ،، إن ما أراه حولي الآن ظلال ، وتلك الذكرى هي الحقيقة ، أفعلمتم - من قبل - أن ذكرى قد تضج وتظهر حتى تطمس المرئيات وتغطي على الحقلئق ؟؟ هذا ما أشعر به اللحظة . 
  كانت سورة القصص جزء من الذكرى ،،فمن سورة القصص أبدأ ،، 
 كنا مجموعة من الأخوات أجتمعنا على البعد البعيد ضمتنا أرض الغربة ،،،،توحدت أهدافنا وارتقت هممنا وتنافست عطاءاتنا 
كنا نسير سوياً وعيوننا ترمق النهاية المرتقبة "" إخواناً على سرر متقابلين ""
مجالسنا كانت في رياض التفسير تارة ،، ومع الرسول الكريم تارة أخرى  وتارة ثالثة كانت مع الاربعين النووية ،، لم تفلح الثلوج بجبروتها ولا البرد بقسوته ولا العواصف بزمجرتها حائلاً عن إدراك تلك المجالس ،، ومما زاد تلك الحلقات هيبة ووقار وأضاف لها سكينة من نوع خاص ،، وجود عدد من أصحاب القلوب الكبيرة والألسنة الرطبة بذكر الرحمن ..أعني بهن نساء في العقد السادس من أعمارهن ،، يالله كم أحن للقياهم وكم أتوق أن أطبع على جبين كل واحدة منهن قبلة العرفان والإمتنان ،،
""أم عادل "" كانت واحدة منهن ،،امتزجت روحي مع روحها امتزاج امومة وبنوة ،، رافقتنا في حلقنا وقاسمتنا هممنا بل أظنها زادت علينا ،،كنا ضحى ذلك اليوم قد اجتمعنا في أوائل رمضان ترافقنا سورة القصص ،، كانت ""أم عادل "" ترمقنا بعين الاستعطاف ولسان حالها يقول "" رويدكم بنياتي فأني لا أحسن قولكم ولا فهمكم  أسورة القصص تريدوني أن أحفظ ،؟؟ فوالله لا أحسن غير تلاوتها !!
ومرت الأيام وتوالت السنون وتفرقت الأجساد وبقيت القلوب متصلة بالدعاء لبعضنا البعض 
وفي مساء ذاك اليوم وفي أمسية روحانية كنت قد دُعيت لها ،،إذا بروح تعانق روحي وتكاد عينيها تبرق من شدة الفرح ... إنها
"" أم عــــــــــــــــــــــــــادل "" 
ووالله  لقد همت بتقبيل هامتي وهي الأحق بذلك . 
أؤمن أن لقاءات القرآن لا تنقطع !! أؤمن أن ارواح تلاقت في الله ولله لن يبعدها عن بعضها البعض إلا الموت لتعاود لقياها في جنان الخلد . 
يا صويحبات الهمة  لكم مني السلام ،، رباه قد لا يبلغ سلامي أسماعهن فبلغهم مني الدعاء وأحفظ ودنا فيك يا كريم ،،
وبقي أن أقول // أنني الآن في غربتي الثانية قد جف صوتي واضمحلت همتي وما زلت أبحث عن أمثالكم 
لقد ماتت الهمم  يا أحبة وتقاصرت العزائم ،،وأجدبت الأرض من غيث تلك الحِلق  ولم يبقى لي إلا طيف ذكراكم يؤنس غربتي وينعش همتي ،، أحمل ودكم معي أينما حللت وأرطب لساني بالدعاء لكم  واتخيل أرواحكم في جسوم أراها هنا 
 لا حرمت دعائكم ولنبقى على العهد ماضون 
فموعدنا هنااااااااك على "" سرر متقابلين "" 
**** فإلى الملتقى ****
   



حينما ينسكب الرضى في قلب المؤمن التقي، ويغمر روحه، ويفيض على جوارحه، ويشيع في كيانه، ويندي حياته، فهو ينظر نور الله، ويسعى لأجله، وتهون الحياة عليه بكل بلاءاتها.
فإياك أن تُحرم الرضى يا قارئ صباحاتي 


"" أم سليم "" رضي الله عنها ،هي امرأة من المبشرات بالجنة ،بشرها النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " رأيتني دخلت الجنة فإذا أنا بالرميصاء امرأة أبي طلحة .........."" رواه البخاري . امرأة اتعبت نساء العالمين بعدها ،وكذبت أحابيل النفوس ، وردت على اللاهثات خلف أي عذر لتبرير القصور . لنا معها هذه الوقفات ،،،،
 الوقفة الأولى / حصلت على أغلى مهر في التاريخ ،،
مهر أكبر من المال ألا  وهو اسلام زوجها ، لقد كان من أكبر مكاسبها أن يكون مهرها هو الإسلام ،لم تطلب أي مبالغ أو مالاً أو مغالاة في المهور ،فبدأت بالدعوة إلى دينها حتى لو استثمرت في ذلك تزويج نفسها . 
الوقفة الثانية / مخالفة المألوف في استقبال المصيبة 
تعطي ام سليم درساً في التجلد وجودة في الرأي ، وقوة في العزم ، فما ناحت وما شقت جيباً وما نفشت شعراً كالمفجوعات بالمصائب وما دعت بدعوى الجاهلية . ولم تعترض على قدر الله ،،أبداً أن شيئاً من ذلك لم يحصل . لقد حضر الزوج وفي بيته حالة وفاة لابنه الوحيد ودخل مستقر البال ،وأخذ نهمته من العشاء ،وجامع زوجته ، وأخلد إلى النوم ، كل هذا بفضل نجاح زوجته . 
الوقفة الثالثة / عدم الاتكالية ، وتحمل المسؤولية 
بالطبع لم يمت ولدها المريض فجأة : بل تدرج الحال في السوء ثم إن غياب زوجها عن ذلك الموقف ، زاد من ثقل المصيبة على روحها ، حينما عاشت حالة العجز التام ، ولكنها استقبلت الفاجعة بقوة التحمل ، فليس بيدها علاج ترتجي منه الشفاء ، ولا طبيب يداوي مرضه ،  ورويداً رويداً أخذ طفلها يذبل ، وتخف نبضاته وتبرد أطرافه ، وينتفض الانتفاضة الأخيرة ، ويخف اهتزازه شيئا فشيئاً ثم توقف عن الحركة ، والقلب يكاد ينخلع من هول المنظر . فقدت فلذة كبدها ، ولا أنكر أن قلمي يعجز عن وصف مشاعر الأم تجاه مرض ولدها !! فكيف بموته بين يديها !!! لكن هذه الزوجة العظيمة أكبر من مثاليات أقلامنا حيث أبدعت في هذا الموقف ،،فأخذته بيدها ، فغسلت جثته الهامدة ، وحنطته بنفسها وكفنته في عتمة ليلٍ، ووضعته في جانب البيت ، وكل ذلك وهي تطالع "" الجنة "" بقلبها .
لقد كانت ترى أن في اسعادها لزوجها إرضاء لربها ، حتى في مثل هذا الموقف ، وتطلب الثمن والمكافأة على حسن الخلق مع الزوج من الله تعالى ،، وليس هناك من حرج أو بأس أن تبالغ أم سليم رضي الله عنها في طلب المزيد ، أليس الرب الذي وعدها بالثواب اسمه (الكريم ) (الأكرم ) عز وجل !!!
إن النظرة القاصرة ترى الحرمان في المصيبة ، وتبصر الفقدان المؤلم لشيء من الدنيا ، فتبكي عليه ، وتحزن ، وتتألم ، ولكن أم سليم رضي الله عنها كانت لها نظرة أبعد ، فرأت عظيم الأجر والثواب و ""بيتاً"" في الجنة ، فهل يبكي من رزقه الله بيتاً في االدنيا ؟؟!! فكيف إذا يبكي من رزقه الله تعالى "" بيت الحمد "" في الجنة ، فلم يعد يحزنها شيء من خسائر الدنيا ، فالدنيا في عينها أحقر من أن تحزن عليها ليلةً واحدةً ، حتى ولو فقدت فيها ابنها < كلا بل تؤثرون  الحياة الدنيا ، والأخرة خيرٌ وأبقى > 
الوقفة الرابعة / أعطاك ما ملكت كفاه واعتذرا 
إن أم سليم رضي الله عنها ذات همة عالية ، فلم يكن ليكفيها هذا الابداع في التعامل مع الموقف ، بل لو كان هناك فوق الثريا موضع لشمرت أم سليم رضي الله عنها سواعدها لطلبه ، فلم يكفيها أن تصمت عيناها عن الدموع ، ولم يكفيها أن تحبس لسانها عن الشكوى ، ولم يكفها أن تكرم جثة ولدها الميت بتغسيله وتكفينه وتحنيطه وتغطية جثمانه ، ولم يكفها أن تحسن استقبال زوجها استقبالا بارع المقابلة ،، بل سابقت في الخيرات فأجابت زوجها عن سؤاله عن الولد ، باستعمال الكناية حين قالت " هو أسكن ما يكون " لتوهمه بعافية الولد ، فتحفظ شعوره تلك الليلة ثم قدمت له الطعام الشهي وتزينت له أجمل زينة ... اي ابداع هذا وأي صبر ،، أي ثقة وأي إيمان 
   رحمك الله يا أم سليم   حقا لقد اتعبت النساء من بعدك 
 وللوقفات تتمة في قادم الأيام  بإذنه تعالى 

   المرأة البحر والرجل المحيط / عبدالله الداوود 







عظيمة تلك النفوس التي احتوت القرآن في أجوافها !!!! 
فكيف اذا كانت الأذهان قد اعتراها القصور وما زال القرآن محفوظاً في أجوافها !!!!
سبحانك كلمة نطق بها ذاك الشاب الذي لا يحسن غير القرآن ولربما لا يقصدها لكنها أتت لتفسر لنا اعجاز الخالق   عندما قال 
 ""  القرآن حافظ   ""
أي وربي حافظ وحافظ   وبقي أن نكون نحن من الحفاظ !!! 
ربنا لا تحرمنا الأنس بقربك والتلذذ بحفظ كتابك .
والدعاء موصول لمن أرسلت هذا المقطع على بريدي الخاص 
لا حرمك الله الأجر وأقر عينيك بحفظ كتابه الكريم .

 




إذا كان القرآن الذي بين أيدينا هو نفسه الذي نزل على الجيل الأول، وإذا كان الإنسان هو الإنسان، فلماذا توقف عن البناء والعطاء المأمول؟ ولماذا توقفت أمة القرآن عن الشهادة والقيادة؟ الإجابة رغم بساطتها، إلا أنها معقدة ومتراكبة ومتداخلة:

إنه غياب التدبر - الذي يمكن الإنسان من البصيرة والتدبير - وغياب فقه البينات والهدى والفرقان.
[عمر عبيد حسنة]



أعمال تحت التنفيذ، وأطروحات مسجلة في القائمة، وأفكار فور التطوير، وبعثرة مؤسفة في حقوق النفس  فماذا تعني البعثرة في قاموس الطامعين بالتفوق والوصول دعوة ونشاطاً وخدمة لدين الله في شتى المجالات.
هي لا تعني فشل الأعمال والمشروعات.. إنما تعني استهلاك وقت أكثر في إنجاز عمل أقل 
و(لقليل دائم خير من كثير منقطع)!
هي لا تعني فساد وانتهاء صلاحية الفكرة... ولكنها تعني انعدام الدقة والتنظيم أكثر.
هي تعني ازدحام الخُطط، واضطراب النفس في تنظيمها وفق الأنسب والمحبب لا وفق الأصعب المتعب!
هي تعني إهدار الطاقات في جهدِ لربما استطاع إكمال مسيرته البسطاء وقليلو الإنجاز!
وكما أن ازدحام الأعمال على أُناس نصبوا قامتهم خدمة لله، وبذلاً له وفق ما يرون أنفسهم، قادرة عليه لهو أمر مؤسف للغاية، فإن تشخيص النفس هل هي مبعثرة أمر مهم وحتم لازم ليهنأ كل فرد منا بنفسه أولاً ثم بحياته، ومن القبيح حقاً أن نرضى بالتخبط والارتجالية في الأعمال لنكون (كالمنبت لا ظهر أبقى ولا أرضاً قطع).
إننا كثيراً ما نخترق حاجز الركود، بمجرد فكرة جالت في خواطرنا، نبدأ العمل بعد التخطيط الجيد فكرة تتبعها فكرة ثم أخرى وأخرى ونعيش في دوامة التفكير بالإنجاز نرغب به، والوقت لا يسمح بتنفيذها كلها مباشرة... وهنا تكمن المشكلة وهي البعثرة.
ولا عجب فالإنجاز مطلب محمود العاقبة ومقصود مهم لكل حييّ القلب فكيف بنا نحن النساء ، وتواتر الإعمال على أجسادنا مؤذٍنٌ بالبعثرة، بالإضافة لما ترميه الصحافة على كواهلنا من مناقضات وانهيارات لمفهوم الإنجاز!! 
أرجو أن تدرك بعض المُنتجات ثقل أحرفي هذه لأن حياتهن رغم ما تفيض من طموحات إلا أنها بلا منازع
  بعثرة× بعثرة،، ولرغبتي بزيادة مستوى الإنتاج، وفوقية المكانة 
كتبت هنا للكل.. فحذارِ من البعثرة 
حتى لا تكوني مُبعثرة:.
سأضع هنا الأطر السليمة لتقويم ما أعوج ولملمة ما تبعثر.. فدونك إياها.. 
   ابتعدي عن ضياع الوقت واستهلاك الكثير منه في إنجاز عمل قليل، بل اتجهي نحو عمل أقل تحبه نفسك وهو حتماً سيفوق وقت من لا تحبه.
  اجعلي نسبة الإنتاج في يومك على الأقل 60% وإذا لم تكن كذلك فأنتِ مع الأسف مبعثرة فأعيدي حساباتك
  أجّلي ما يتطلب منك تدريب وتطوير لإتقانه إلى أقرب وأوسع وقت ولا تلِجي أرضه حتى تتقني ما بيدك. 
 التفكير والتعلق بعمل معين أمر غير محمود يكفيك مبدئياً دراسة إمكانيات نفسك ونتائج المشروع لا النوم عليه. 
 لا تهملي تنمية وتطوير ذاتك فهي بحاجة لذلك أكثر من حاجتها للطعام والشراب. 
  احذري تراكم الأعمال والمشروعات على نفسك... فلقد رأيتها أهلك للنفس والله.
  رتبي أعمالك ترتيباً منطقياً قادرة عليها لا مُباٍلغة ولا مُفرٍطة، واعقدي عقد صلح مع  وقتك  .
  حددي الهدف والنتيجة من كل مشروع مراد قبل الشروع فيه وهذا أقوى حافز للمضي أو الإلغاء والبعثرة.
  ثقي أن المرونة والسهولة في التفكير بطرح الإيجابيات أولاً فهي المحببة للنفس ثم البحث عن السلبيات أفضل من الشروع في العمل مباشرة. 
  حاولي الإسراع بإتقان أي مشروع ترغبين الإتيان به أو اتركيه غير آسفة، واحصري احتياجاتك دائماً.
  النمطية الواحدة والإستراتيجية المعقدة ليس لها في ترقية الروح قدر أنملة... فلينتبه لذلك.
  إنشاء صندوق للذات تكتنزين فيه أمتع ما يفيد ويعلو بذاتك وقدراتك من قراءة كتب أو حضور دورات أو محاورة مبتكرين... مهم للغاية.
  النظر في أمورك ومشروعاتك من جهة واحدة (الإقدام فقط) هو منحى خطير وبعثرة محققة... فأدركي ذلك.
  لا تجادلي مطلقاً في التفاصيل ما لم تكن مهمة قطعاً لمشروعك لأنك إذا كسبتِ فإنك لن تكوني كسبتِ أي مصلحة فالقضية جدال. 
  أوجدي النية في كل خطة وفكرة تتربع على عرش فكرك.. قال الحسن عن عمر -رضي الله عنهما:
(ما ظننت عمر خطا خطوة إلا وله فيها نية) 
  من الآن استدركي ما فاتك ولملمي بعثرتك خشية أن يحين عليك زمن تتحسرين فيه على بعثرتك وقلة انتاجك ،
  لا تتنازلي أبداً عن عمل أو مشروع ابتدأته إلا في أشد الأمور كخلل في الصحة أو ضعف في الإمكانيات والجئي إلى صاحبة تكمل مسيرتك.
 ربما يصادفك مصيبة أو محاولة تثني عزمك، تقدمي وفكري بالتنظيم رغماً عنها وابتسمي فأنت لا تحبين البعثرة   
 بعثرة.. فوضوية.. تشتت.. ارتجالية.. سمي ما شئتِ، كل الأوصاف تنُم عن حياة بائسة مهما جنيتٍ الثمرة فلقد كان الأولى بك أن تجني ثماراً لا ثمرة... فإياك أن تكوني بائسة.
ختاماً: تدبري قوله تعالى (وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ )
وإياك أن يتضاءل نورك لتكوني عشوائية مبعثرة 



من روائع فكر وقلم //سارة السويعد   


"" عدت إليكم اليوم بعد أن أبحرت في عالم هو في الجمال بليغ ،، وللنفس مريح ،، يمتع عيناك ويشنف أذناك ويبهرك بلذيذ العبارات فلا تستطيع بعده إلا البقاء على الشاطىء ترمق الجمال وتُسبح الخالق .
كنت في رحلة بين كتب الاديب الأريب والشيخ والمعلم  والمربي والوالد والقاضي / شيخنا على الطنطاوي - رحمه الله . كان كتابه
×× مقالات في كلمات ××
يرافقني صباح مساء ،،فتارة أنا معه في المحكمة وتارة أخرى في ""الترام ""-الباص - ،،وسويعات مع بنيته 
وأخرى  في المدرسة بين طلابه وأخرى وأخرى وأخرى 
وهانحن معه الآن في
 "" خبر من الســـــــــــــــــــــيرة ""
يقول رحمه الله // في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم خبر ،قرأته ألف مره ،ولكني ماانتبهت له إلا اليوم ، هو أنه لما اراد الهجرة إلى المدينة خلف علي با أبي طالب ، ليرد الودائع التي كانت عنده إلى أصحابها !!!!!!!!!! 
الودائـــــــــــــــــــــــــــــــــــــع ؟؟؟ 
كيف كان رجال قريش يستودعونه أموالهم وتحفهم ، مع ما بينه وبينهم ؟؟ 
لقد كان بين محمد صلى الله عليه وسلم وبين قريش ألوان من العداء ،قلّ أن يكون له في شدته مثيل ، هو يسفه دينهم ويدعوهم إلى ترك ما ألفوه ، وما كان عليه اباؤهم ،وهم يؤذونه في جسده وفي أهله وأصحابه ،، شردوهم إلى الحبشة أولاً ، وإلى يثرب ثانياً وقاطعوهم مقاطعة شاملة وحبسوهم في الشعب ثلاث سنين .... 
فكيف كانوا مع هذا كله يستودعونه أموالهم ؟؟ 
وكيف كان يحفظها لهم !!! 
هل في الدنيا حزبان متنافران متناحران يودع أحدهما الىخر ما يخاف عليه من الضياع !!؟؟ 
هل في تواريخ الأمم كلها رجل واحد كانت له مثل هذه المنقبة ؟؟
رجل يبقى شريفاً أمينا ً في سلمه وفي حربه وفي بغضه وفي حبه ؟؟ ويكون مع أعداء حزبه مثله في شيعته وصحبه ؟
وتكون الأمانة عنده فوق العواطف والمنافع والأغراض وتكون الثقة به حقيقة ثابتة يؤمن بها القريب والعدو والصديق !!
إنها حادثة غريبة جداً ، تدل على أن محمداً كان في أخلاقه الشخصية ،طبقة وحدة في تاريخ الجنس البشري ،
وإنه لو لم يكن بالوحي أعظم الأنبياء ،،لكان بهذه الأخلاق أعظم العظماء . 





creation de site