ذاااااات صباااااااح

إلى كل قلبٍ عانق نبضه إشراقة الصباح

أحلى الصباحات أتمناها لكن في ""ذاااات صبااااح "" لـ لأبث من قلبي إليك بطاقة .... نضجت على شوقٍ وحرقة بعد..... فيها (أحبك يا أخي !) متفرداً .... بأخوتي ومشاعري وبودي تفاءل !! فالصبح يأتي مشرقاً ...... من بعد ليل مظلم القسمات والله يرزقك فلا تك يائساً ...... لا تذهبن العمر في حسرات كن واثقاً ،كن مؤمناً ، كن آمناً ...... كن ليناً ،كن دائم البسمات كن كالشذى العطر المعطر غيره ...... كن شعلة الإيمان في الظلمات




 ^^^  الآيــــــــــة الأولى من سورة فاطر  ^^^


تلاوة عاطرة من سورة فاطر  

""الحمد لله "" لنعش لحظات لله ولنفرغ أذهاننا لنتأمل هذه الجزئية من الأية // الألف واللام في -الحمد- / يراد بها الإستغراق والمقصود منها أن الحمد كله أوله وآخره ،ظاهره وباطنه هو كله للرب تبارك وتعالى . فجميع المحامد كلها مستحقة لله عز وجل . 
" لله " اللام الملتصقة بلفظ الجلالة  في (لله) تعني الإستحقاق  وهذه اللام لها من المعاني ثلاث (الإختصاص   ، الملك   ، الإستحقاق  ) 
وهي هنا بمعنى الإستحقاق  فنجم عن الآية أن الله يخبر عباده أن المحامد كلها ظاهرها وباطنها كلها هو الله جل وعلى مستحق لها . ‘‘صالح المغامسي ‘‘ 
يقول ابن عثيمين عليه رحمة الله // في هذه الآية اثبات لكمال الله عز وجل حيث أثنى على نفسه بالحمد فقال : الحمد لله ،، وفيها أن الله تعالى رحيم بعباده فهو يعلمهم كيف يحمدونه لان قول " الحمد لله " خبر هنا لكنها بمعنى الإرشاد والتوجيه  فهي تأتي على تقدير "قل " اي قولوا الحمد لله . 
وفيها اثبات لإسم من أسماء الخالق وهو "" الله  "" وهذا الإسم خاص به لا ينبغي لغيره وهو أصل الأسماء لذلك جاءت الأسماء بعده صفة له ولهذا لا يسمى به غيره أبداً لا علماً ولا صفة في أي حال من الأحوال  وهو مشتق من ""الألوهية "" . 
"" فاطر "" فاطرأسم فاعل من فطر بمعنى " خلق " لكن فطر لا تعني فقط خلق !!! بل الخلق مع ابتداء الخلق على غير مثال سبق وهو جل وعلا خلق السموات والأرض لا محالة ولا شك في ذلك ولم يخلقها على مثال سابق لانه لا خالق غيره . 
وقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنه قال : ما عرفت معنى فاطر حتى اختصم لدي إعرابيان في بئر ،،قال أحدهما : أنا فطرتها ،، أي ابتدئت حفرها .. وعدم معرفة ابن عباس بمعنى فاطر يدل على أن هذا اللفظ لم يكن شائعاً عند العرب ولو كان شائعاً وذائعاً  بينهم ما جهله ابن عباس ،،، لذلك قال بعض العلماء  : أن هذا مما سبق القرآن إليه  أي من الألفاظ  التي لم يسبق القرآن أحدٌ إليها  واحتجوا أن ابن عباس لم يعلمه .  ‘‘ المغامسي ‘‘ 
""السموات والأرض ""  السماء  تطلق على كل ما علاك فأظلك ومنه السحاب ،،  وهذا مما تمدح الله به نفسه   أنه خالق للسموات والأرض على غير مثال سبق  لذلك قال ""فاطر "" ولم يقل "" خالق "" في الآية . 
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :// في هذه الآيه دليل على أن السموات متعددة   بدليل قوله "" السموات "" وقد بين الله في آيات أخرى أنها سبع ،،أما الأرض فقد وردت مفردة باعتبار الجنس وهي سبع بأدلة من القرآن والسنة ... 
"" جاعل الملائكة رسلاً أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء "" الملائكة خلق من خلق الله مخلوقين من نور لا يعصون الله ما أمرهم  ،،    "جاعل الملائكة رسلاً " بينه وبين  أنبياءه  .  ‘‘ المغامسي ‘‘
وقد ذكر الشيخ ابن عثيمين عليه رحمة الله // ان مقصود الآية  أن هؤلاء الملائكة جعلهم الله رسل للأنبياء وغيرهم ،، وإذا قلنا إلى الملائكة فقط فهذا قصور في التفسير . 
ويضيف الشيخ محمد جميل غازي معنى لطيف في قوله "" جعل "" يقول : الجعل غير الفطر  فالفطر الخلق والإبداع على غير مثال سبق أما الجعل فهو التصرف في المخلوق وصفاته . 
"" أولي أجنحة "" أي اصحاب أجنحة ،، لما كانت الملائكة رسل بين الله وبين خلقه أتى هنا بالحيثية وبالشيء المستخدم للتنقل وهم الأجنحة ، وأجنحة جمع جناح وهذه الأجنحة يطيرون بها بسرعة فائقة .
وهذا الموضع الفريد  من القرآن الذي يعرض لنا الله عز وجل صفات الملائكة الخلقية  فقد وردت أيات عدة تبين لنا صفة خلقهم وأخرى عبادتهم  أما هنا فصفاتهم الخلقية  ومن صفاتهم الخلقية انهم " أولي أجنحة " 
"مثنى وثلاث ورباع " النحويين يسمون (مثنى ،ثلاث ، رباع ) ألفاظ معدولة  فمثنى معدول من اثنين ،وثلاث معدول من ثلاثة ، وكذا رباع  ،، 
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :// أن هذه الآية فيها إثبات للملائكة ،، ثم يطرح علينا سؤال .. هل كل الملآئكة رسل ؟؟؟ 
والجواب ،، لا بدليل قوله تعالى ( يصطفي من الملآئكة رسل ) ،، وذكر الأجنحة هنا فيه إشارة إلى سرعة تنقل الملآئكة وإلى قوة تلك الأجنحة التي تحمل تلك الملآئكة .
وقولة " يزيد في الخلق ما يشاء " فيها دليل أن عدد الأجنحة لا يقف عند رباع  ،،  فقد روي عن النبي عليه السلام انه رأى جبريل عليه السلام وله ستمائة جناح ،، 
ويبقى سؤال آخر   هل الزيادة هنا في العدد أو الصنف ؟؟؟ يجيب الشيخ ابن عثيمين :// الآية تحتمل العدد والصنف . 
وسؤال آخر / يزيد في خلق من ؟؟ يجيب ,,,,,,,,  في الملآئكة وغيرها . "ما يشاء " أي مما تقتضيه حكمته عز وجل وكل شيء معلق بمشيئة الله مقرون بالحكمة . 
 ‘‘‘وللعلماء في هذه الآية تفسيران ، تفسير يخصص فيقول : مثل الملاحة في العينين أو الحسن في الفم أو الجمال في الخد  وهذا بعيد  وإنما الأصل اعتبار المعنى بأكمله   فتبقى الآية على إطلاقها وتدخل الملآئكة بصورة أولية ‘‘‘ من كلام الشيخ المغامسي . 


وهنا وقفة في غاية اللطف جميل أن نستعرضها سوياً  ذكرها شيخنا العلامة رحمه الله 
ووالله ،، أهتز لها بدني  فكونوا معي بقلوبكم واسمعوا !!! 
في قوله :"" يزيد في الخلق ما يشاء "" اي أن الله فضل المخلوقات بعضعها على بعض  والزيادة يقابلها نقص  وهناك مفارقة بين المخلوقات في ( القوة ، العقل ، العلم ، المال ) <<<<<  فإنك أن وجدت من نفسك نقصاً في خلقك فاطلبه من الله لأن الله يقول ""يزيد في الخلق "" وهذا يفيد أن لا نسأل الزيادة في خلق أو خُلق إلا من الله . 


وفي الآية ايضاً اثبات المشيئة لله في قوله ( ما يشاء ) والمشيئة بكل ما وردت معلقة بالحكمة . 
"" إن الله على كل شيء قدير ""  هذا تعليل على قوله " يزيد في الخلق ما يشاء " يعني كأن سائل يسأل  وهل ذلك صعب عليه ؟؟ فكانت الإجابة " إنه سهل لأن الله "" على كل شيء قدير "" 
وفي هذه الآية اثبات القدرة العامة بدليل قوله " كل " فهو قادر على ان يزيد في الخلق ما يشاء وقادر على الإيجاد ،، وفيها رد على القدرية .   من كلام الشيخ / ابن عثيمين رحمة الله . 


وبقيت لنا وقفة أخيرة مع هذه الآية //  ذكرها شيخنا العلامة  يقول : ما تعليقكم على هذه العبارة <<  ان الله على ما يشاء قدير >> 
جاءت الإجابة / انها لا تنبغي 
لإنها توهم أن كل ما لا يشاء الله فهو غير قادر عليه 
انك اذا قلت هذا فقد خالفت التعبير القرآني الذي ينص على (ان الله على كل شيء قدير ) 
وأن هذا مأخوذ من مذهب القدرية التي تقول أن الله لا يقدر على عمل العبد فهو غير داخل في قدرة الله . 
ولإجل هذا نقول : أن هذه العبارة لا تنبغي والأكمل (أن الله على كل شيء قدير ) 

وسبحانك اللهم وبحمدك  وإلى لقاء آخر . 

0 التعليقات:


creation de site