ذاااااات صباااااااح

إلى كل قلبٍ عانق نبضه إشراقة الصباح

أحلى الصباحات أتمناها لكن في ""ذاااات صبااااح "" لـ لأبث من قلبي إليك بطاقة .... نضجت على شوقٍ وحرقة بعد..... فيها (أحبك يا أخي !) متفرداً .... بأخوتي ومشاعري وبودي تفاءل !! فالصبح يأتي مشرقاً ...... من بعد ليل مظلم القسمات والله يرزقك فلا تك يائساً ...... لا تذهبن العمر في حسرات كن واثقاً ،كن مؤمناً ، كن آمناً ...... كن ليناً ،كن دائم البسمات كن كالشذى العطر المعطر غيره ...... كن شعلة الإيمان في الظلمات


     
<<<  يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تؤفكون >>>


أعذب التلاوات لسورة فاطر / سعد الغامدي


 في هذه الآيات تتكشف حقيقة مكية السورة  وأعني كون السورة مكية لوجود ما يدلل بذلك 
فعلى بركة الله نبدأ ونجدد النية بتجدد اللقاء .......
يَا أَيُّهَا النَّاسُ  >> هنا تصدير خطاب يدل على الاهتمام والعناية للمنادى عليه ،، لأن النداء يتضمن التنبيه . والناس  يراد بهم جميع الناس والقول ب (انهم أهل مكة ) فيه قصور في التفسير  ،،، والواجب علينا في القرآن والسنة أن نأخذ  العام على عمومه حتى يدل دليل على الخصوص . 
اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ >>  والذكر هنا يشمل ذكر النعمة باللسان وذكرها بالقلب وذكرها بالفعل 
ذكرها بالقلب // أن يتأمل الإنسان بقلبه هذه النعم .. من أين أتت؟؟ ومن الذي خلقني ؟؟ من الذي أمدني بالرزق وأنا في بطن أمي ،، ومن الذي أعدني وهيأني لأن أكون قابلاً لما فيه منفعة لي في الدنيا والآخرة . 
ذكرها باللسان // أن يثني على الله بها (وأما بنعمة ربك فحدث ) فيتحدث بالنعم  ولكن ليس على سبيل الإفتخار بل على سبيل الثناء . 
ذكرها بالجوارح // أن يُرى أثر هذه النعم عليه ،، فإن كانت النعمة علماً ..شوهد عليه أثر تلك النعمة وهذا العلم عليه من حسن التصرف والوقار والسكينة والأدب والدعوة إلى الله عز وجل  . وإن كانت النعمة مالاً يكون ذكرها بالانفاق فيما يحبه الله كالزكاة والنفقات الواجبة والصدقات المستحبة  وفي الثياب الجميلة وما أشبه ذلك 
       وليس المراد أن تذكر النعمة فقط ....  بل لا بد من أن يقترن هذا الذكر بالشكر .  
نعمة الله عليكم // تشمل جميع النعم التي لا تحصى ( نعمة الإيجاد ،، والإمداد ،، والإعداد  ) وهذه الجملة تفيد أنه يجب على المسلم كما يجب على الكافر أن يذكروا نعمة الله لأنه سبحانه نادى بـ (يأيها الناس ) وبناء عليه يعاقب كلاً منهما على عدم الذكر في الآخرة وقد يعاقب في الدنيا كذلك . 
فإذا تقرر أنكم ذكرتم نعمة الله عليكم فإننا نوجه إليكم هذا السؤال المتضمن النفي 
هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ >> وهذا استفهام بمعنى النفي وكل استفهام بمعنى النفي فهو يفيد التحدي ،، وقوله "خالق" الخلق في اللغة هو التقدير ولكن يطلق على الإيجاد المسبوق بتقدير فهو خالق بمعنى موجد إيجاداً مسبوقاً بتقدير ،، ""غير الله "" فيا قرآتان( غيرُ ) -بالضم - و (غيرِ )- بالكسر- وكلاهما صحيح .  
يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ >>> الرزق هنا بمعنى العطاء ،، وقوله من السماء  اي كل رزق من السماء من مطر وغيره كالوحي والرطوبة والطير والمن والسلوى (على بني اسرائيل ) والارض  اي من النبات والمعادن والمياه وغيرها كثير . 
 لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ >>> اي لا معبود بحق إلا هو ،، وكيف تعلمون أنه لا رازق يرزقنا من السماء والأرض إلا الله ثم تذهبون لتعبدوا غيره ،،هل هذا إلا نقص في التصور ونقص في العقل والتصرف !!! وهذه الجملة العظيمة التي يدخل الإنسان بها الجنة أو يخرج من النار ...يدخل إذا نطق بها ويخرج إن أنكرها ..
 فَأَنَّى تؤفكون >>> من أين تصرفون عن توحيده مع إقراركم بأنه الخالق .. والافك بمعنى الصرف وماضيه أفك ومضارعة يؤفك أفكاً .  والاستفهام هنا للتوبيخ والإنكار . 
    - وفي هذ الأية إقرار بالألوهية (هل من خالق غير الله ) وكذلك الربوبية (يرزقكم من السماء والأرض ) 
وهذا من خصائص السور المكية .  من تفسير الشيخ محمد بن صالح العثيمين عليه رحمة الله .. 


علق الشيخ محمد متولي الشعراوي في خواطره على هذه الآية بقوله :- الحق هنا يمتن على عباده ويذكرهم بنعمه عليهم ، وأول هذه النعم هي نعمة الخلق من عدم ، وأراد سبحانه أن يبرز لهم هذه المسالة إبرازاً يشاركه فيه الخلق ،، فلم يأتي الاسلوب في صورة الخبر : أنا خلقتكم    إنما جاء في صورة الإستفهام ليقولوا هم ويقروا بوحدانية الله ليكون الإقرار حجة عليهم ويسألهم وهو أعلم ""هل من خالق غير الله يرزقكم ....."" ثم يذكر سبحانه النتيجة ""لا إله إلا هو "" ولم يقولوها هم   وقد ذكرها الخالق سبحانه بصيغة الغائب فقال "لا إله إلا هو "" ولم يقل "أنا" كأنه سبحانه هو الشاهد في هذه المسألة .  
                   وسبحانك اللهم وبحمدك  ----- وإلى لقاء قريب يجمعنا من جديد  فكونوا هنا 



إنني فائز :-

لأنني أفكر كالفائزين وأستعد كالفائزين وأؤدي كما يؤدي الفائزين 
 

إنني فائز :-
لأنني أضع أهدافاً بعيدة المنال ولكنها ممكنة التحقيق وأعمل على تحقيق هذه الأهداف بكل إصرار ومثابرة ولا أتوقف أبداً قبل أن أبلغ هذه الأهداف .
إنني فائز :-
لأن لدي من القوة ما يجعلني أقول (لا) لكل ما يقلل من حوافزي ودوافعي وما يجعلني أقول (نعم ) لكل التحديات والفرص التي تتيح لي النمو وتحسين حياتي .
إنني فائز :-
لأن الالتزام التام هو رفيقي الدائم والاستقامة الذاتية هي معلمي الابدي .
إنني فائز :-
لأنني أتعلم أن أتحاشى الطرق المختصرة المغرية التي قد تؤدي بي إلى خيبة الأمل وأتعلم أيضاً  أن أتجنب العادات غير الصحية التي قد تؤدي بي إلى الهزيمة 
إنني فائز :-
لأنني أظل رابط الجأش في مواجهة العقبات والصعاب والشدائد وحتى في وجه الهزيمة .
إنني فائز :-
لأنني متحمس للحياة ولأنني استمتع بحاضري وأثق بمستقبلي .  

((ويليام آرثر ورد ))   



لا شك بأن كل إنسان قد انغلق عليه في هذه الحياة باب من الأبواب، فأخذ يتلفّت يمنة ويسرة باحثا عن مفتاح لما انغلق عليه، وقد ينسى أو يتناسى في غمرة الحياة وزحمتها المفتاح الأكيد لكل باب مغلق، الرجوع إلى الله والتضرع إليه بأسمائه الحسنى، فهو الفتاح الذي يفتح أبواب الرحمة والرزق لعباده، ويفتح المنغلق عليهم من أُمورهم وأسبابهم، ويفتح قلوبهم وعيون بصائرهم ليبصروا الحق تأمل :
( مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا ) 


  من جوال "المتميزة " باشراف / نوال العيد 

^^^ سورة فاطر الآية 2 ^^^

<<< مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ >>>
يقيناً سننعم اليوم بحظ وافر من رحمة الله إذا استجمعنا قلوبنا وأنصتنا بوعينا وتدبرنا معاني هذه الآية 
أناشدكم الله ... أعيروني قلوبكم للحظات وثقوا أنها ستعود إليكم ممتلة خيرا   .... فإلى هناك فلتنطلق قلوبنا . 
مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ    ذكر الشيخ "" صالح المغامسي "" في تفسير هذا المقطع من الآية الاتي : 
ان الله شبه رحمته بالخزائن المغلقة ولذلك عبر عنها بـــ ""يفتح "" والفتح لا يكون إلا للشيء المغلق ،، والشيء المغلق لا يوضع فيه إلا الشيء النفيس   .. فالله يبين لنا هنا أن رحمته من أعظم النفائس 
فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ  تدل الآية هنا ان الله وحده من يعطي ويمنع وهو وحده من يخفض ويرفع ،، فإذا أراد الله بعبد رحمة وفتح الله له من خزائنه فلا يمكن لأحد أن يحجبها أو يمنعها عنه .. ومن أمسك الله عنه رحمته وحجب عنه فضله فلا يمكن لأحد أن يرحمه أو يعطيه منها شيئاً لأن الأمور كلها  أولها وآخرها ومبدئها ومنتهاها بيده وحده لا شريك له . فإذا وقر في القلب أن تنزل الرحمات إنما يكون من الله وإن دفع النقمات إنما يكون بالله ،، وجب على كل عاقل مؤمن أن لا يتكل على أحد غير الله ..  
وهنا سؤال >>>>>>> لماذ قال في الأولى""  مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا ""  وفي الثانية  ""وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ ""  
ذكر الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :// كأنك تتوقع أن تقول الآية الكريمة (وما يمسك فلا مرسل لها ) هكذا تتوقع ولكنها ليست كذلك 
ففي الأولى قال (ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها ) ( لها  ) عائدة على الرحمة  والرحمة مؤنثة لذلك جاء الضمير (لها) اما في الثانية فقال (وما يمسك فلا مرسل له ) وحذف المتعلق هنا  وما يمسك ماذا ؟؟؟  والحذف هنا ليفيد العموم  اي ما يمسك عنك ايها الانسان من رحمة أو شر / حتى الضرر الذي يمسكه الله عز وجل  عنك  لا أحد يستطيع أن  يوصله إليك  ،، اذا نقول أن السياق على أتم من البلاغة .. 
مِنْ بَعْدِهِ  أي من بعد الله 
وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ .. العزيز الغالب على أمره وهذا أحد معاني العزة ،، فالعزة لها ثلاث معانٍ ""عزة قدر ،وعزة قهر ، وعزة إمتناع ""  وهنا عزة قهر .. 
< الحكيم > في فعله وقوله وخيره وشره بل له معنى آخر من الحكم والإحكام فهو ذو حكم وإحكام  والله دائماً يقرن العزة بالحكمة لما في ذلك من كمال عزته . 


وسبحانك اللهم وبحمدك  وإلى لقاء قريب يجمعنا مع باقي الآيات 



قالت المعصية هلم اليّ !! بي تتلذذ !! ومعى تتمتع 
قالت النار يا مسكين ! يا مسكين 
إنما هذه فخ ، لإيقاعك بين ألسنتي وعذابي 
قالت المعصية هيت لك !! هيت لك !! أيها الحبيب 
صاح المؤمن الحق 
(((إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ))) 
ثم مضى شامخا مستعليا 
وتركها تلهث وراءه خائبة ترجوه تستعطفه 
فصاح بها 
(((مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ )))
فانكسرت ، وأخذت تلملم نفسها لتولي هاربة 
غير أنها عزمت أن تتربص به الدوائر .. إن فات اليوم قد يقع غدا 
قالت الحقيقة 
كلا لن يقع ما دام معه قلبه .. وقلبه حاضر مع ربه 



 ^^^  الآيــــــــــة الأولى من سورة فاطر  ^^^


تلاوة عاطرة من سورة فاطر  

""الحمد لله "" لنعش لحظات لله ولنفرغ أذهاننا لنتأمل هذه الجزئية من الأية // الألف واللام في -الحمد- / يراد بها الإستغراق والمقصود منها أن الحمد كله أوله وآخره ،ظاهره وباطنه هو كله للرب تبارك وتعالى . فجميع المحامد كلها مستحقة لله عز وجل . 
" لله " اللام الملتصقة بلفظ الجلالة  في (لله) تعني الإستحقاق  وهذه اللام لها من المعاني ثلاث (الإختصاص   ، الملك   ، الإستحقاق  ) 
وهي هنا بمعنى الإستحقاق  فنجم عن الآية أن الله يخبر عباده أن المحامد كلها ظاهرها وباطنها كلها هو الله جل وعلى مستحق لها . ‘‘صالح المغامسي ‘‘ 
يقول ابن عثيمين عليه رحمة الله // في هذه الآية اثبات لكمال الله عز وجل حيث أثنى على نفسه بالحمد فقال : الحمد لله ،، وفيها أن الله تعالى رحيم بعباده فهو يعلمهم كيف يحمدونه لان قول " الحمد لله " خبر هنا لكنها بمعنى الإرشاد والتوجيه  فهي تأتي على تقدير "قل " اي قولوا الحمد لله . 
وفيها اثبات لإسم من أسماء الخالق وهو "" الله  "" وهذا الإسم خاص به لا ينبغي لغيره وهو أصل الأسماء لذلك جاءت الأسماء بعده صفة له ولهذا لا يسمى به غيره أبداً لا علماً ولا صفة في أي حال من الأحوال  وهو مشتق من ""الألوهية "" . 
"" فاطر "" فاطرأسم فاعل من فطر بمعنى " خلق " لكن فطر لا تعني فقط خلق !!! بل الخلق مع ابتداء الخلق على غير مثال سبق وهو جل وعلا خلق السموات والأرض لا محالة ولا شك في ذلك ولم يخلقها على مثال سابق لانه لا خالق غيره . 
وقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنه قال : ما عرفت معنى فاطر حتى اختصم لدي إعرابيان في بئر ،،قال أحدهما : أنا فطرتها ،، أي ابتدئت حفرها .. وعدم معرفة ابن عباس بمعنى فاطر يدل على أن هذا اللفظ لم يكن شائعاً عند العرب ولو كان شائعاً وذائعاً  بينهم ما جهله ابن عباس ،،، لذلك قال بعض العلماء  : أن هذا مما سبق القرآن إليه  أي من الألفاظ  التي لم يسبق القرآن أحدٌ إليها  واحتجوا أن ابن عباس لم يعلمه .  ‘‘ المغامسي ‘‘ 
""السموات والأرض ""  السماء  تطلق على كل ما علاك فأظلك ومنه السحاب ،،  وهذا مما تمدح الله به نفسه   أنه خالق للسموات والأرض على غير مثال سبق  لذلك قال ""فاطر "" ولم يقل "" خالق "" في الآية . 
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :// في هذه الآيه دليل على أن السموات متعددة   بدليل قوله "" السموات "" وقد بين الله في آيات أخرى أنها سبع ،،أما الأرض فقد وردت مفردة باعتبار الجنس وهي سبع بأدلة من القرآن والسنة ... 
"" جاعل الملائكة رسلاً أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء "" الملائكة خلق من خلق الله مخلوقين من نور لا يعصون الله ما أمرهم  ،،    "جاعل الملائكة رسلاً " بينه وبين  أنبياءه  .  ‘‘ المغامسي ‘‘
وقد ذكر الشيخ ابن عثيمين عليه رحمة الله // ان مقصود الآية  أن هؤلاء الملائكة جعلهم الله رسل للأنبياء وغيرهم ،، وإذا قلنا إلى الملائكة فقط فهذا قصور في التفسير . 
ويضيف الشيخ محمد جميل غازي معنى لطيف في قوله "" جعل "" يقول : الجعل غير الفطر  فالفطر الخلق والإبداع على غير مثال سبق أما الجعل فهو التصرف في المخلوق وصفاته . 
"" أولي أجنحة "" أي اصحاب أجنحة ،، لما كانت الملائكة رسل بين الله وبين خلقه أتى هنا بالحيثية وبالشيء المستخدم للتنقل وهم الأجنحة ، وأجنحة جمع جناح وهذه الأجنحة يطيرون بها بسرعة فائقة .
وهذا الموضع الفريد  من القرآن الذي يعرض لنا الله عز وجل صفات الملائكة الخلقية  فقد وردت أيات عدة تبين لنا صفة خلقهم وأخرى عبادتهم  أما هنا فصفاتهم الخلقية  ومن صفاتهم الخلقية انهم " أولي أجنحة " 
"مثنى وثلاث ورباع " النحويين يسمون (مثنى ،ثلاث ، رباع ) ألفاظ معدولة  فمثنى معدول من اثنين ،وثلاث معدول من ثلاثة ، وكذا رباع  ،، 
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :// أن هذه الآية فيها إثبات للملائكة ،، ثم يطرح علينا سؤال .. هل كل الملآئكة رسل ؟؟؟ 
والجواب ،، لا بدليل قوله تعالى ( يصطفي من الملآئكة رسل ) ،، وذكر الأجنحة هنا فيه إشارة إلى سرعة تنقل الملآئكة وإلى قوة تلك الأجنحة التي تحمل تلك الملآئكة .
وقولة " يزيد في الخلق ما يشاء " فيها دليل أن عدد الأجنحة لا يقف عند رباع  ،،  فقد روي عن النبي عليه السلام انه رأى جبريل عليه السلام وله ستمائة جناح ،، 
ويبقى سؤال آخر   هل الزيادة هنا في العدد أو الصنف ؟؟؟ يجيب الشيخ ابن عثيمين :// الآية تحتمل العدد والصنف . 
وسؤال آخر / يزيد في خلق من ؟؟ يجيب ,,,,,,,,  في الملآئكة وغيرها . "ما يشاء " أي مما تقتضيه حكمته عز وجل وكل شيء معلق بمشيئة الله مقرون بالحكمة . 
 ‘‘‘وللعلماء في هذه الآية تفسيران ، تفسير يخصص فيقول : مثل الملاحة في العينين أو الحسن في الفم أو الجمال في الخد  وهذا بعيد  وإنما الأصل اعتبار المعنى بأكمله   فتبقى الآية على إطلاقها وتدخل الملآئكة بصورة أولية ‘‘‘ من كلام الشيخ المغامسي . 


وهنا وقفة في غاية اللطف جميل أن نستعرضها سوياً  ذكرها شيخنا العلامة رحمه الله 
ووالله ،، أهتز لها بدني  فكونوا معي بقلوبكم واسمعوا !!! 
في قوله :"" يزيد في الخلق ما يشاء "" اي أن الله فضل المخلوقات بعضعها على بعض  والزيادة يقابلها نقص  وهناك مفارقة بين المخلوقات في ( القوة ، العقل ، العلم ، المال ) <<<<<  فإنك أن وجدت من نفسك نقصاً في خلقك فاطلبه من الله لأن الله يقول ""يزيد في الخلق "" وهذا يفيد أن لا نسأل الزيادة في خلق أو خُلق إلا من الله . 


وفي الآية ايضاً اثبات المشيئة لله في قوله ( ما يشاء ) والمشيئة بكل ما وردت معلقة بالحكمة . 
"" إن الله على كل شيء قدير ""  هذا تعليل على قوله " يزيد في الخلق ما يشاء " يعني كأن سائل يسأل  وهل ذلك صعب عليه ؟؟ فكانت الإجابة " إنه سهل لأن الله "" على كل شيء قدير "" 
وفي هذه الآية اثبات القدرة العامة بدليل قوله " كل " فهو قادر على ان يزيد في الخلق ما يشاء وقادر على الإيجاد ،، وفيها رد على القدرية .   من كلام الشيخ / ابن عثيمين رحمة الله . 


وبقيت لنا وقفة أخيرة مع هذه الآية //  ذكرها شيخنا العلامة  يقول : ما تعليقكم على هذه العبارة <<  ان الله على ما يشاء قدير >> 
جاءت الإجابة / انها لا تنبغي 
لإنها توهم أن كل ما لا يشاء الله فهو غير قادر عليه 
انك اذا قلت هذا فقد خالفت التعبير القرآني الذي ينص على (ان الله على كل شيء قدير ) 
وأن هذا مأخوذ من مذهب القدرية التي تقول أن الله لا يقدر على عمل العبد فهو غير داخل في قدرة الله . 
ولإجل هذا نقول : أن هذه العبارة لا تنبغي والأكمل (أن الله على كل شيء قدير ) 

وسبحانك اللهم وبحمدك  وإلى لقاء آخر . 

                                          بالله عليكم اسمعوا من هنا ..
عظيمة تلك التي سيتربع ذكرها على أسطر تدوينتي ،، وستضيء بنورها وبهائها أحرفي  ،،  أكبر هي من مثاليات قلمي ، حيث أبدعت في كل شيء ،، ورفضت إلا أن تزيد عليه .  من أي شاطئ سوف أبحر وإلى اي عمق سوف أصل ؟؟؟!!!!! وبأي لغة سأترجم عن عظيم حبي ولهفي وشوقي ،،،

من حبها لله سوف أبدأ //  يغمرك العجب من طول صلاتها ،، وكثرة صيامها ،، وصادق دعواتها ...  لها دعوات عذبة تفيض ثقة بوعد الله ..كثيراً ما كانت تقطع سكون الليل بدعواتها المخلصة الصادقة . .إن فرحنا فلها دعوات ،،وإن سقمنا فلها أخرى ،، وإن داهمتنا الهموم فعندها بنك لا ينضب معينه من الدعوات ،،، أعجب والله من أميتها وعلمها الجم في آن واحد ... أن أردت  المعين في أمورك فاسمع لـــــــ قلببها يهتف قبل لسانها
 << الله يسخر لك من أقوى منك >>  أشهدكم والله أني ما دعوت بدعواتها إلا رأيت اليسر يخرج من بين عسرين .
وإن تكالبت عليك المهام وضاق بك الوقت عن إنجازها وفقدت صوابك ورشدك  فاصغي بلبك وهي تقول
<< من وسّع صدره قضت حاجته >>  
كانت كثيراً ما تقرب لنا البعيد وتحيل المستحيل الى يسير بترديدها دوماً << اليّ عند الله مو بعيد >> تعلمنا منها كيف نقهر الصعاب 
 بمعية الله .

ومن جودها  سأتابع //  نسق والله فريد من العطاء  لا تدخر لنفسها شيئا  ،،، تقابل أخذ القليل   بالكثير بل الأكثر  ،،، علمتنا أن لذة العطاء تساوي لذة الأخذ ....... كثيراً ما تردد << اللهم أعط منفقاً خلفاً>>  تعلمنا منها ابجديات العطاء .... تعطي ولو القليل  ووالله ما صادف وجهي وجهها إلا ويدي ممتلئه بعطائها  لست انا  صاحبة الحظ هنا  بل كل من رأها أو رأته  أو عرفها وعرفته  حتى من جهلها لم يحرم من عطاءاتها ... كريمة حد الدهشة ومعطاءة حد الكلام .

أما عن الرحمة والحنان فلا تسل // ان جاز لي أن أسميها *حنان * فأنا مجازة ،، يخيل إليكم أن لها قلباً بحجم السماء قد ملئ رحمة وحناناً ،،، رحمتها بنا ترهقنا احياناً كثيرة لأننا وببساطة لا نستطيع مكافئتها بالمثل ولا بنصفه ،، 

أما عن كونها إبداع  فهي إبداع  بشهادة الجميع // أبدعت يوم أن فقدت زوجها أمام ناظريها  وشوهدت يوم نقل إليها خبر فراق حبيبها للحياة تتسلح بالصلاة والدعاء ......   هنا  تسكب العبرات  وتخرس الألسنة 
أبدعت يوم ان صبرت على ابتلاءات المرض والأسقام برباطة جأش ...تطالع الجنة بقلبها وصبرها من أجل محبوبها (الله) ،، أليس الله الذي ابتلاها أسمه الكريم الأكرم  في الثواب والعطاء .
أبدعت يوم أن دافعت عن بيتها  من هجوم القنوات الفضائية بسمومها المشئومة ولم ترضى بغير صوت الحق يصدح في أرجاءه .
وفوق ذاك وذاك فلها حس أبداعي مميز فيما تقدمه لنا من طيبات المأكل والمشرب  ،، ننافسها ونخسر دائماً فهي الأفضل في نظر الجميع 

وجانب أخير أحدثكم عنه هنا عن تلك القمة السامقة  // تذكرني دائماً بأمنا  "زينب بنت جحش " رضي الله عنها عندما وُصفت بأنها أطول زوجات النبي عليه السلام يداً (كناية عن كثرة الصدقة ) وبـ بلال بن رباح رضي الله عنه بكثرة وضوءها وتطهرها .. 

بللت دموعي صفحة وجهي وأنا احدثكم يا ســــــــــــــــــــادة عن أمـــــــــــــــي  ،،، بل أم الجميع  الكل هناك يناديها بـ أمي ويشعر بالزهو لذلك 
أما أنا فإنني هنا قد شطت بي الأرض وبعدت المسافات بيني وبينها  واشتعل الشوق لظى في جوانحي ومالي إلا الصبر والدعاء الذي تعلمته أول ما تعلمته منها     
ألبسك الله يا أمي لباس الصحة والعافية وأدام عليك لباس الستر وسائر النعم وسابغ المنن ،،، ورزقني الله برك ومتعنا بطول عمرك وحسن عملك ....




^^  سورة فاطر ،،، بطاقةتعريفية  ^^

لقاء جمعني الله به مع سورة فاطر  كان من أعذب اللقاءات إلى نفسي  بل إلى كلي ،،، أصغيت أُذناي وفتحت قلبي وأثنيت ركبتي لأهل العلم وتنزلت الأيات على قلبي كما لو أنها نزلت اللحظة من رب السموات ...  أملي أن تشاطروني  تلك اللذة وتعيشوا معي تلك اللحظات 
   فإلى روائع الأيات مع سورة فاطر 

يقول سيد قطب صاحب الظلال : "" السورة كلها إيقاعات على أوتار القلب البشري ، تستمد من ينابيع الكون والنفس والحياة والتاريخ والبعث . فتأخذ على النفس أقطارها وتهتف بالقلب من كل مطلع ،إلى الإيمان والخشوع والإذعان . ""  

وأي شيء نحن أشد حاجة إلية ,ونحن نرتل القرآن من رقة القلب وانسكاب الدمع  !!!!!!!!!!!!! 

هذة السورة مكية (نزلت بعد الهجرة ) تعرف بسورة فاطر أو سورة الملائكة ، نزلت قبل الفرقان وبعد مريم ، لها من الأيات 45، ومن الكلمات 770، ومن الأحرف 3313. 
وتحتل الرقم 35 في ترتيبها في المصحف ، وفي الجزء الثاني والعشرون منه . وهي من مثاني القرآن . 
سميت بهذا الأسم (فاطر ) لانها في مجملها تدور حول معنى الفطر وهو الخلق على غير مثال سبق . وكلمة فاطر تدل على الشق ، فكل شيء خلق على أساس الشق والفطر  لنتأمل الحبة وهي تشق الأرض وتخرج ، والجنين الذي يشق الرحم ويخرج 
فكل شيء في هذا الكون ظهر بالفطر . 
مطلع هذه السورة ""الحمد لله ""  وهي أحد خمس سور بدئت بالحمد (الفاتحة ، الأنعام ، الكهف ، فاطر ، سبأ )

هذه بطاقة تعريفية بالسورة ،، ولنا لقاءات عدة مع جماليات آياتها 
فكونوا بالقرب 

المراجع ( أيسر التفاسير - للشيخ ابو بكر الجزائري ، تأملات في سورة فاطر - صالح المغامسي 
تفسير سورة فاطر / للشيخ ابن عثيمين ، تفسير سورة فاطر / للشيخ محمد جميل غازي . )


‘‘‘ إذا كانت السيارة تسير إلى غير هدف فإنها ستستهلك وقودها مهما كانت مليئة به .. 
وكذلك الحال عندما نشحن المتربي بهمة عالية أو تشجيع دون أن نكون قد ساعدناه في رسم أهداف واضحة ومحددة لحياته .. ‘‘‘
                                
تعامل راقٍ بين شيخ وتلميذ نجيب 
قال الإمام أحمد : ذهبت إلى عبدالرزاق بصنعاء فجئت بابه عصراً ، وانتظرته حتى خرج ، فقلت : رحمك الله ، تحدثني بما في هذه الصحيفة فإني غريب ، قال : من أنت ، قلت : أحمد بن حنبل ، فاعتنقني ، وقال : بالله أنت أبو عبدالله !!!! ثم أخذ الصحيفة فلم يزل يقرؤها حتى حل الظلام فأمر بالمصباح ... 
فكان إذا تذكر هذا من عبدالرزاق يبكي   { طبقات الحنابلة }  


مجموعة جوال زاد - زاد المربي




((
 وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ)) 
لو استقر مفهوم هذه الآية في شغاف قلبك 
لاستطعت أن تقابل الدنيا بوجه جديد ، وقلب حديد 
ويقين راسخ تهون معه شدائد الدنيا و ابتلاءاتها 
كل شيءٍ لم يستثنِ شيء .. كل شيء بمقدار 
مقدار دقيق ، بعلم دقيق شامل ، وبحكمة دقيقة لا يفوتها شيء 
وبلطف دقيق يتجلى لأصحاب القلوب ...الخ 
فلا يغررك  العطاء ... ولا يهولنك المنع  فافهم 




     
 همست ليّ الحياة

بأن أكتشف جهلي كل لحظة
وأن معرفة الأمور ليست قانونا يحفظ في ساعة
وأن اليوم المفقود من حياتي
يوم لم أطوّر فيه نفسي
وأن الإرادة ليست فكرة في ذات
بل هي إنسان يتجسد على هذه الأرض
ومن هنا يكون النجاح
أن الخطأ القاتل
هو الذي تمنحه القدرة على صدك
عن الركوب في قطار الصواب
   أن يومي يطول ويقصر بقدر ما أودعه فيه
من فكر وعطاء .. أو نوم وغفلة بلهاء


لنعيش لحظات مع الحب الأبوي والتدفق العاطفي وجمال التعبير بالقبلة الحانية والكلمة الجميلة المعبرة والترحيب  الحفي  والاهتمام  بالمطالب الصغيرة والدعاء  بالكلمات الرقيقة     لم تكن وقفات النبي صلى الله عليه وسلم مع الأطفال من فضول وقته وبقايا فراغه  انما كان من الحقوق المفروضة عليه والتي يرى وجوب أداءها على أتم وجه  
    قال أسامة بن زيد : كان النبي صلى الله عليه وسلم يقعدني على فخذه ويقعد الحسن على فخذه الآخر ثم يضمهما ويقول   اللهم أرحمهما فإني أرحمهما

  ******* 
وجرح  أسامة فقال صلى الله عليه وسلم لعائشة (أميطي عنه الأذى ) فتقذرت من الدم ، فجعل صلى الله عليه وسلم يمص دمه ويمجه    
      
      ******* 
      النبي صلى الله عليه وسلم يخرج في وهج الظهيرة وصائفة النهار  ليزور حفيده < الحسن >  فما أن رآه   صلى الله عليه وسلم حتى برك له في الأرض ومد يده وجعل يقبله ويشمه ويقول
   اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه ”“ إعلان للحب من خلال الدفق العاطفي الغامر في مشهد عظمة المشاعر المحمدية
   
      *******
إن تحقيق الإرواء العاطفي للأبناء تلبية لمطلب نفسي ملح ، وعندما يتحقق هذا الإشباع  للعواطف يخرج الأبناء إلى الحياة بنفوس سوية تعيش الحب وتتعطاه وتتعامل مع المجتمع بلياقة نفسية عالية .
 ولننظر كيف اتسع وقت النبي صلى الله عليه وسلم ليجعل جزء  من وقته الخاص ليهتم بشؤون  الاطفال،  يفسح لهم من قلب ووقته ومشاعره 
     فهو المبعوث لإسعاد البشرية في دنياهم وأخراه  
 إن هذه المواقف لتحدث في القلب قشعريرة شوقاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولهفة إلى محياه فيارب
 أجمعنا بحبيبك في مستقر رحمتك   



إن كل إنسان تراه معك في حيِّز هذه الأرض، هو إنسان له مشاعر وأحاسيس، يستنشق هواء سعادته من خلال كلمة، ويبني مستقبله في لحظات كثيرة بكلمة، وتكتب عليه أحزان الزمن وملمَّات الدهر وكواهل الحياة كلمة؛ ذلك أنه إنسان.
إن الكلمة مهما قصرتْ ألفاظُها، تظل لها مدلولات تعانِق إنسان الفضاء فرحًا وتألُّقًا، وترمي بآخر في غياهب الأحزان والأمراض، والمشكلات النفسية والاجتماعية، ما لا يمكن تخيُّله إلا لمن سبر أحوال الناس وعاش قضاياهم . 


وتظل هذه الكلمةُ في أحيان كثيرةٍ في حياة إنسان، هي وراء كل عوالم الخير والتوفيق الذي تراه في جوانب حياته، وهي ذاتها في أثر الحرمان والمعاناة التي يعيشها إنسانٌ آخر.
 إنك ترى في حياتك اليومية شخْصًا يبدو في ظاهرِه أنيقًا للدرجة التي تأسرك إلى الإعجاب به، فما أن يتكلم حتى تمنيتَ أنه لَم ينطقْ بكلمة، ذهَب كل ذلك البهاء في لحظةٍ، ولم يغنِ عنه بعد كلمته ملبسٌ جميل وأناقة ظاهرة جميلة، وقد قال الأول:

وَكَائِنْ تَرَى مِنْ صَامِتٍ لَكَ مُعْجِبٍ        زِيَادَتُهُ   أَوْ   نَقْصُهُ    فِي    التَّكَلُّمِ
إنَّ ديننا من الجمال بالدرجة التي يُعنى فيها بالكلمة، ويحرص على أن تكونَ أنيقة في أذن سامعها؛ يقول الله تعالى في هذا المعنى: {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [الإسراء: 53]، ولم يأمرهم بالحسن، وإنما أمرهم بما هو أرفع وأعلى وأجلُّ وأكبر أثرًا؛ بالكلام الأحسن، وهذه الإشارة من كتاب الله تعالى تحتاج إلى صفحات متينة تعرض فيها كلّ معانيها التي أشار إليها القرآنُ الكريم.

إن الإنسانَ وهو يتحدث قد يجد مترادفات تؤدِّي نفس المعنى، لكن قد يكون منها ما هو أبلغ أثرًا، وأعمق في النفس، وحين يعرف المتكلِّم الكلمة الأحسن منَ الكلمة الحسنة، فهو مأمور من الله تعالى بالكلمة الأحسن؛ لأنها الأعمق أثرًا في نفْس سامعها، وهي مقصود دينك أولاً.

ورسولنا - صلى الله عليه وسلم - يدعونا للكلمة الطيبة بطريقة رائعة، حين يغرينا بها في صورة صدقة؛ فيقول - صلى الله عليه وسلم -: ((والكلمةُ الطيبة صدقة))، ويقول - صلى الله عليه وسلم - في ذات المعنى: ((ويعجبني الفأل))، فيقال له: "وما الفأل؟"، فيقول - صلى الله عليه وسلم -: ((الكلمة الطيبة))، وهو بذلك يعطينا درسًا رائعًا في أثَر الكلمة الطيبة للدرجة التي تعجبه - صلى الله عليه وسلم - فيأنس بها، ويُسَرُّ مِن أجلِها.

بل وصلتْ عنايته - صلى الله عليه وسلم - بأناقة الكلمة إلى معنى كبير ورائع؛ فنهى - صلى الله عليه وسلم - عن قول الإنسان: خبثت نفسي، وأرشد قائلها إلى استبدالها بكلمة: ((لقِسَتْ نفسي))، والمعنى واحد وهو الغثيان الذي يقع بالنفس، لكن حرص على تجنب كلمة الخُبث، ولما أخرج الغضب على لسان امرأة كلمة "لعنها الله"، تقصد بذلك ناقتها، غضب النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال: ((خذوا ما عليها ودعوها؛ فإنها ملعونة)).

إن كلَّ هذا يدلك على عناية الشارع بالكلمة، وحرصه على تهذيب الألسن أن تخرج عن مسارها، فتجرح إنسانًا أو تؤذيه في لحظةٍ مِن حياته، ولذلك كانتْ كلمة الطلاق أبغض الحلال؛ لأنها كلمة تعنِي الفراق.

وقد عبَّر الشافعي - رحمه الله تعالى - عن ذات المعنى لتلميذه المُزَني، حين قال في علم من أعظم العلوم أثرًا في الدِّين: "فلان كذاب"، فقال الشافعي: "يا أبا إبراهيم، اكْس ألفاظك أحسنها، لا تقل: فلان كذاب، قل: فلان ليس بشيء.

إن الداعية معنيٌّ باختيار كلماته التي يُوجِّهها إلى عامة الناس؛ لأن كلمته تلبس لباس الشرع؛ ولذلك وجب أن تكون فائقة في المعنى؛ حتى تكون رائقة في الآذان، ومثل ذلك الأب الذي يتعامل مع أبنائه يجب عليه أن يُعنى باختيار كلماته غاية العناية، ومثلهما المُرَبِّي في أوساط طلابه عليه أن يتنبَّه ألا تغادرَ كلمتُه مِن فمه إلا وهو يعلم صلاحيتها للتوجيه والتربية في أوساط طلابه.

وكلَّما كان الإنسانُ أنيقًا في اختيار عباراته، كان أكثر قبولاً في أوساط الناس، وأعظم تأثيرًا في حياتهم، وحسبك بذلك غنيمة، وقبل ذلك وبعده أودُّ أن أقول لك: يكفي هذا المعنى، وغيره ما لا يمكن حصره في مكان كهذا، يدل دلالة عميقة على أناقة هذا الدين وجماله وروعته، ليس في الكلمة فحسب، وإنما في كل شيء، وإنما قربت لك هذا الجمال بالكلمة.

بقلم / مشعل عبدالعزيز الفلاحي 
موقع الألوكة 


creation de site